فيما بدا أنّها رسالة مبطنة، تناقلت وسائل إعلام عربيّة نبأ تعرّض أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لمحاولة اغتيال، وهو في طريقه إلى القصر الأميري. وفيما لم يصدر أي تعليق رسمي حتى الساعة في هذا الصدد، أطلّ الأمير حمد في رسالة صوتيّة ليؤكد أن "الشعب السوري لن يتراجع عن مطالبه"، وذلك بعدما دخلت الاحتجاجات في سوريا شهرها الخامس. وكانت وسائل إعلامية أفادت أنّ موكب أمير قطر تعرّض إلى حادث، وهو فى طريقه إلى القصر الأميري، في أعقاب المقابلة التي جمعت الأمير مع السفير الروسي فى مخيم أميرة في أطراف الدوحة، مضيفة أنه أصيب في فخذه، فيما قُتل ثمانية من مرافقيه. وقد فسّرت كلمة الشيخ حمد بن خليفة اليوم إلى قناة الجزيرة بأنّها ردّ حازم على رسالة التهديد المبطنة، التي حملها نبأ محاولة اغتياله المزعومة. وأشار الأمير إلى استمرار "عمليات القتل في سوريا"، ورأى أنَّ "الإحتجاجات الشعبية لن تتوقف"، مؤكداً في هذا السياق أنَّ "الشعب السوري لن يتراجع عن مطالبه، وهذا أمر واضح". وحول الوضع الراهن فى ليبيا، أوضح الأمير أن "المجلس الانتقالي بدأ يسيطر، والثوار بدأوا يسيطرون، ولم يعد هناك خوف كما كان موجودًا في السابق". أضاف "الثورات عادة تمرّ بمخاض، ونأمل للثورة الليبية ألا يحصل فيها مثل ما حدث في باقي الثورات". ومعلوم أنَّ قطر اتخذت منذ انطلاقة الربيع العربي موقفاً مؤيداً بحماسة مطلب شعوب المنطقة في الحرية. ووقفت الدوحة في طليعة الدول الداعمة للإطاحة بالقذافي، ومدت المتمردين في ليبيا بالعتاد والمال، وأرسلت طائراتها من طراز ميراج للمساعدة في فرض حظر الطيران الأممي فوق ليبيا. واتخذت الدوحة موقفاً بالحزم نفسه تجاه الثورة في سوريا، حيث جنّدت قناة الجزيرة لعرض المجازر التي يرتكبها النظام بحق السوريين، إسوة بما فعلت القناة عند اندلاع الثورات في كلّ من تونس ومصر وليبيا. ويلاحظ مراقبون أنَّ الدبلوماسية التي تنتهجها قطر راهناً، وتعكسها نوعية تغطية قناة الجزيرة، تمثل انقلاباً على النهج الذي كان مطبقاً في السابق.
الإعلام السوريّ: تصريحات أمير قطر "تحريضية" و"تشجع على الفوضى" في هذه الاثناء، انتقدت وسائل إعلام سورية رسمية مرئية تصريحات أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ووصفتها بأنها "تحريضية" و"تشجع على الفوضى" في سوريا. وقالت قناة الإخبارية الحكومية السورية إن تصريحات أمير قطر "تشجع على الفوضى، وتخدم سياسات أعداء سورية، وتستهدف الشعب السوري المسالم والأصيل". فيما اعتبر التلفزيون الرسمي السوري تصريحات الأمير بأنها "تصب الزيت على النار"، ورأى أن هدفها "التحريض ضد سورية، وإحداث غطاء عربي لتدخل الناتو بسوريا"، على حد وصفه. وكان أمير قطر رأى خلال زيارة لإيران في نهاية آب/أغسطس الماضي أن الحل الأمني في سورية "فشل"، ودعا القيادة السورية إلى "استنتاج ضرورة التغيير" بما يتلاءم مع "تطلعات الشعب السوري" وتوترت العلاقات بين دمشقوالدوحة منذ بدء الاحتجاجات في سورية، ومن ثم على خلفية الخلاف في المواقف من ثورة ليبيا، وألغت قطر عقوداً للاستثمار في سورية في مجال توليد الكهرباء، وبدأت العلاقات الاقتصادية الكبيرة بين البلدين بالتفكك. وطالما اتهمت سوريا قناة (الجزيرة) الفضائية بأنها "غير مهنية وغير موضوعية ومأجورة ومزيفة للحقائق" على خلفية تغطيتها لأحداث سورية، واتهمتها مؤخراً ب"الضلوع" في تسليح المتظاهرين السوريين.