•في هذه البلاد – تحديدا- يمكن الاتجار بالثورة وبالوحدة وبالجرعة وبالبرعة وبالسيادة الوطنية سرا وعلانية ومحد يقلك ثلث الثلاثة كام! •هذه البلاد كسيرة من الداخل، وتبدو في ذكرى عيد ثورتها ال 52 مجرد لقمة سهلة الابتلاع . يلوكها السافل بيسر.. وتلوكها بلدان الجوار وبلدان الشعار بيسر.. وبوسع كل من هب ودب أن يلوكها بين فكيه ويبتلعها من دون أي عسر هضم محتمل . •وفي العالم كله مافيش شعب يعمل – وبدأب – على تكسير مؤسسات دولته مثلما يفعل يمنيو هذا الوقت، وتسأل الواحد منهم: ليش تعمل ببلادك كذا؟ يقلك هجعنا قلك بلادك؟! على أن الاتجار بأي شيء في هذه البلاد أمر سهل وبسيط ويمكن الاتجار بالقاعدة وبالدواعش وبالقواعش وبأرواح الشهداء وأرواح الأحياء وأرواح أولئك الذين لم يولدوا بعد . •هذه البلاد مفتوحة على مصراعيها للخرافات ويمكن لأي مشعوذ أن يجمع أحلام الناس خلفه لمجرد أنه قال لهم بأن حور العين مراعيات لهم. يمكن فيها الاتجار بالصلاة وبالصيام وبالقرآن الكريم وبالسنة النبوية وبالسلالة المحمدية واللي ما يشتري يتفرج وينضم . •وأنكى وأمرّ من كل ذلك أن البلاد تحرق والنُخب حقنا "توهِّف" ونتائج التفريط بسيادة الدولة وخيمة وسببت لليمنيين كل هذا الخراب والدمار. وما أحوج اليمنيين في هذه الظروف العصيبة إلى قائد شعبي يعيد إلى الناس الإحساس بكيان دولتهم وبمهابة القانون وأكثر من ذلك تحتاج هذه البلاد "الملطومة" إلى الآن نُخباً أصيلة ولا تجازي بلادها مثلما جازى الحمار أمه .