في العالم كله امتحانات الثانوية العامة لها مهابة خاصة. كما يحظى الطلبة الذين يؤدون امتحانات الثانوية بعناية خاصة. في مصر مثلا العمارة التي يسكن فيها طلبة يؤدون امتحانات الثانوية العامة تتحول إلى منطقة هادئة، وعر أبو حد يطلع صوت أو يعمل إزعاج؛ الكل يتنابعوا له وهم يصرخون: صصصه الأولاد بيذاكروا. وعندنا طلبة الثانوية العامة يمتحنون وسط القوارح ويذاكرون في الغدرة؛ ولو قلت لواحد من الجيران: اهدأ ياخي معانا طلبة يختبروا ثالث ثانوي؛ يقلك: هجعنا ياضاك؛ ما فعلوا الأولين!؟ في بلادنا أيضا امتحانات الثانوية العامة خبر عادي جدا؛ مثله مثل أخبار وصول جمال بنعمر ومغادرته، وفي البلدان اللي تحترم العلم امتحانات الثانوية العامة تتصدر نشرات الأخبار وعناوين الصحف ونقاشات المقاهي والبوفيهات . أشفق على طلبة الثانوية هذا العام إذا يتزامن خوضهم الامتحانات مع منافسات كأس العالم ولابد أنه حدث سيسرق شيئا من وقت الطلبة. على أنه لدينا - في اليمن- كل سنة منافسات أخرى تسرق من معنويات المجمتع كله؛ وليس معنويات طلبة الثانوية فحسب . من بعد حرب صيف 1994 اللعينة واليمنيون كلهم - بما في ذلك طلبة الثانوية- يعيشون أجواء منافسات أخرى. مرة منافسات القوارح بين الشمال والجنوب.. ومرة منافسات القوارح بين الجيش النضامي والحوثيين .. ومرة بين النظام السابق والعفاريت اللي انظموا للثورة . وهذه المرة يعيش طلبة الثانوية العامة - شأنهم بذلك شأن كل اليمنيين- أجواء التنافس القوارحي بين الحوثيين والإخوان في عمران.. وعلى هذا الرحيل؛ وقلك لمو مستقبل اليمنيين قارح مع أم الجن !؟