مرحبا عزيزي كبش العيد . كيف حالك وحيا الله من جاء . هذا القضب وهذا الماء وهذا الحبل على رقبتك يذكرني بنفس الحبل الملفوف على عنق بلاد أرادت يوما ما أن تكبر لكن سكاكين الأوباش جرتها إلى المسلخ . تخيل ياعزيزي الكبش أنك محظوظ في هذا العام ، ولدينا غيرك أضحية لم تتوقعها أنت من قبل. وأي ذبيح في مكانك سيكون مبسوطا وهو يعيش أيامه الأخيرة في بلاد مالهاش صاحب وهات أذنك شاقولك سر : معك راس ، ومعك راع ، ومعانا بلاد بلا رأس .. ودولة بلا مؤسسات دولة ، ورئيس بلا "مرأسة" وحكومة بلا رئيس حكومة ، وبرلمان بلا رئيس وأعضاء لهم عمر محدد . ومعانا عاصمة بلا أمين عاصمة .. ووزارات بلا وزراء عارفين رؤوسهم من أرجلهم فين بالضبط ، وهل بينتهي العيد وهم مكانهم وزراء وإلا لا ؟! ومعانا محافظات بلا محافظين . عمران بلا محافظ .. صعدة بلا محافظ .. صنعاء بلا محافظ .. الجوف بلا محافظ ، وفي تعز المحافظ مسافر ، وفي إب المحافظ معتكف ، وفي مأرب المحافظ حانب ، وفي أبين وحضرموت وشبوة المحافظين يتجولون في شارعين اثنين فقط والبقية في العيد القادم . وتخيل أيضا أننا شعب تعداده أكثر من 23 مليون نسمة، ونعيش على مساحة أرض بلا ملامح واضحة ساعة يقولوا لنا أقاليم ، وساعة يقولوا لنا "ملاطيم" ولا خرجنا إلى طريق . صدقني أنك محظوظ أكثر من حظ هذه البلاد الذبيحة.. عزيزي الكبش حتى وإن أمسيت ذبيحاً فيكفيك فخرا أنك كنت أنت ، وبوسع رأسك أن ينطح من يشاء متى شاء على عكس هذه البلاد ، معاها كل شيء ومافيش معاها رأس تنطح به خصومها المفترضين أو ترفعه عاليا لنراه. وجه الشبه الوحيد بينك عزيزي الكبش وبين هذه البلاد بسيط . أنت تقول " بعاع" حين تكون جائعا أو عطشانا أو خائفا . وهي في هذه الأيام بالأخص تقول بعاع ولا نعرف تحديدا إذا ما كانت تصرخ من جوع أو من عطش أو من خوف أو من جور المهانة التي لاقتها في هذا العام المليء بالكباش وبالأوباش !