زرع فلاحو صعدة أشجار الرمان كأهم محصول يندر تواجده في منطقة شبه الجزيرة العربية كلها. وزرع الحوثيون القادمون من نفس تلك البيئة الخصبة في صعدة مليشيات مسلحة متدفقة، ويندر تواجدها في منطقة شبه الجزيرة العربية كلها أيضاً. ويا ليت أنصار الله برعوا في تسويق محصول الرمان مثلما برعوا في تسويق الصرخة العدمية. ولو كان لدى هذه الجماعة المبندقة ميل حقيقي باتجاه الحياة لكان اسمهم الآن جماعة "أنصار الرمان"، ولكان زعيم الجماعة يلقَّب الآن بقائد مسيرة الرمان؛ لكن العقلية الدينية ضئيلة كعادتها وتفتقر دائماً إلى الخيال. شخصياً، من أجمل هواياتي الحميمة تقشير "الرمان"، إنها فاكهة مدهشة ومتدفقة وتشعرني دائماً بالوفرة وبالأمان. أكون محبطاً أحيانا وأعاني من قلة الضوء وقلة الفرح وقلة المفاجآت فأهرع لتقشير حبة من الرمان الصعدي بالذات، وأعيش معها مشاعر الوفرة بمزاج شكور.. وأخشى بصراحة أن يستمر أنصار الله بالنمو في تراب هذا البلد الرطيب كحركة مبندقة؛ على أن استمرار بقاء البنادق في أيادي جماعة دينية نالها الكثير من الحظ حتى غدت تعتبر نفسها الآن فاكهة العصر؛ يشبه تماماً نمو الدود في قلب فاكهة الموسم الحزين. أحب فاكهة الرمان على كل حال، وأشعر بالحزن عليها لأنها رهينة صرخة عدمية، وكان بوسع أنصار الله أن يحملوا عصن شجرة الرمان شعاراً لتدفقهم الحاصل في البلد، أفضل ألف مرة من حملهم شعار الموت لعبده قاسم. كما وأنه لمن المعيب جداً على حركة نمت في تربة خصبة لصق شجرة تدعو للحياة أن تواصل نموها عبر دعوات للموت، وهذا بحد ذاته أسوأ حظ لفاكهة نادرة كأشجار الرمان الصعدي الحزين.