طبعا من اول يوم وضع الاستاذ جمال بن عمرو قدميه على ارض اليمن لم يكن احدا يعلم شئيا عن هذه الشخصية او يعلم بميوله وتوجهاته وهل هو المبعوث الذي ستأتي الحلول بقدومه.. طبعا البحث عن هذه الشخصية ومتابعة تاريخه لا يكاد يجزم ان النظام سيكون سعيدا باختيار مجلس الامن لهذه الشخصية فحياته كلها معارضة وعداء للنظام في بلاده الام المغرب وحياته بدأت بعد عبور مضيق جبل طارق هروبا من الاعتقال ,, قبل ان يعود الى المغرب والقيام بزيارة اقاربه بعد سنيين عديدة من الفراق بسبب الصراع السياسي مع النظام السابق وذلك بعد ان ضمن له رفقاءه في السجن وايام الاعتقال بان الوضع تغير مع موت الحسن الثاني واصبح الان افضل بحيث اصبح يسمى بالعهد الجديد !! اذا وعبر مضيق جبل طارق وصل بن عمرو الى باب المندب محطته الاهم في تاريخه السياسي وبعد سلسلة من اللقاءات الصحفية له وجدت ان هذه الشخصية هي من تستحق التواجد في اليمن والدخول في مفاوضات من اجل اخراج اليمن من ازمته الحالية فلم تكن تصريحاته فيها مجاملة لطرف على آخر بل كان يوصف الوضع كما هو ولا يقوم باتهام طرف وغض الطرف عن الآخر, كانت الساحة السياسية اليمنية في الفترة الماضية بحاجة الى شخصية كارزمية صادقة مخلصة في النية لمعالجة الوضع وجعل العالم اجمع مطلع على حقيقة المشهد اليمني .. جولات مكوكية قام بها بن عمرو وخُلص الى نتائج قام برفعها الى مجلس الامن فنتج عنها القرار 2014 وبالطبع لقد كنت متفائلا جدا بهذا التقرير وقبل صدوره والتفائل جاء نتيجة وجود بن عمرو طرفا في هذا التقرير وبالتالي مصداقية الرجل ومحبة كل الشعب اليمني له ولجهوده جعلنا نتفائل بهذا التقرير والحمدلله كان للشعب اليمني ذلك وتم التوقيع على المبادرة بعد عدالة التقرير ,, بن عمرو لم يكتفي بالتفرج على التوقيع على المبادرة من خلال الشاشة او انتظار التقارير التي تأتيه من المراقبين في اليمن بل كان متواجدا لحظة بلحظة مع كل انفراج وتنفيذ لبند من بنود المبادرة الخليجية ,, نعم بن عمرو رأيناه يقوم بواجبه بل ظننا ان هذا الشخص يمنيا وواحدا من ابناء الشعب اليمني ونحسبه كذلك , بعد سماعي لخبر مغادرة بن عمرو اليمن حزنت كثيرا والسبب يعود الى انه ومن خلال متابعتي لبن عمرو وجولاته من تعز الى عدن الى صعدة ومقابلاته مع جميع الخصوم والاطراف المعنية بالخلافات السياسية وايضا تنقلاته بين الستين والحصبة والسبعين ,, رأينا هذا الرجل يحظى باحترام جميع شرائح الشعب اليمني بالصريح شخصية كسبت احترام الجميع والجميع عرف بما يريده وبما ينوي القيام به وايضا عرفوا انه صاحب كلمة حق واي طرف سيكون معرقل للجهود سيكون امام بن عمرو هو المسؤؤل الاول والاخير عن زيادة التأزيم وبالتالي في مواجهة مباشرة مع مجلس الامن سواء معارضة او نظام ,, بن عمرو عندما رأيته يتنقل بين هنا وهناك تمنيت ان ارى شخصية يمنية تحظى بالقبول مثل ما رأيت في بن عمرو وعندها سيكون علينا جميعا ترشيحه لرئاسة الجمهورية القادمة لأنه وللاسف لا يسمح القانون بالترشح لمن لا يحمل الجنسية اليمنية وكم تمنيت لو يتم انتداب بن عمرو لمدة عامين لتولي منصب رئاسة الجمهورية واوعدكم جميعا ان المعضلات التي نواجهها في اليمن سيكون بن عمرو مفتاح حلها ,,, كلها اماني من ان تفرّخ الساحة اليمنية شخصية تتقبلها الساحة اليمنية ويكون طرحها محل احترام وتقدير جميع شرائح الشعب اليمني,,, وهذا ليس تنقيصا في كوادرنا بقدر ما هو تشجيع لتلك الكوادر بالعمل على اظهار نفسها الان وابراز الشخصية الوطنية التي تجعل مصالح الوطن فوق اي مصالح اخرى سواء شخصية او حزبية واليوم يعتبر الوقت المناسب لظهورها !!