ارتفع منسوب تضييق العزلة الدولية والإقليمية على تركيا بسبب التمسك بمواقفها تجاه محاربة تنظيم ما يعرف ب”الدولة الإسلامية” رغم الزيارات المكوكية التي أداها المسئولون الغربيون لأنقرة لزحزحتها عن جمدوها. وقد تسببت مواقف تركيا الجامدة في إصابة رجب طيب أردوغان الرئيس التركي بالإحباط بعد أن أعرب عن إحساسه بذلك، أمس الأربعاء، قبيل بدء جولته في القارة السمراء، وفق وكالات الأنباء. وقال أردوغان في تصريحات صحفية بمطار أنقرة إن “التحالف الدولي لم يتخذ أي خطوات طلبناها”، وعلى ما يبدو أنه يشير إلى إقامة منطقة عازلة شمال سوريا ومنطقة آمنة للاجئين السوريين جنوبتركيا. وأرجع “كولمبوس العثماني” إحباطه إلى عدم استجابة الولاياتالمتحدة وحلفائها للشروط التي حددتها بلاده لكي تلعب دورا أكبر في التحالف ضد تنظيم “داعش” في سوريا، على حد تعبيره. وعلّق الرئيس التركي على هذه النقطة قائلا إن “الأطراف لم تتخذ بعد خطوات حاسمة بشأن خطة تدريب مقاتلي الجيش السوري الحر وتجهيزه”، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن تركيا لن تغير موقفها إلا بعد الوفاء بهذه الشروط. وتزامنت تصريحات عراب إخوان العالم مع زيارة مفاجئة للمبعوث الرئاسي الأميركي الخاص جون آلان والمكلف بملف “داعش” لأنقرة بهدف إجراء محادثات لإقناع المسؤولين الأتراك بالتغاضي عن طلباتها التي تراها الإدارة الأميركية مجحفة. ويرى محللون أن تركيا تحشر نفسها في الزاوية، إذ سيؤدي تمسك أردوغان بمطالبه تجاه التحالف الدولي الذي يخوض حربا ضد الجهاديين في الشرق الأوسط، إلى بقائها وحيدة وهو ما سيزيد الأمر صعوبة في مواجهة “داعش”. بيد أن خبراء رجحوا عدول تركيا عن موقفها إذا ما توصلت مع الولاياتالمتحدة إلى اتفاق يرضي الطرفين خصوصا بغد الضغوط التي مورست على حليفتها في المنطقة قطر من قبل دول مجلس التعاون الخليجي للالتزام بقطع علاقتها بالجماعة المتطرفة في سوريا مستقبلا. وترفض تركيا حتى الآن لعب دور كامل في التحالف الذي تقوده واشنطن ضد التنظيم المسيطر على مناطق شاسعة في العراقوسوريا على مقربة من حدودها. يذكر أن البرلمان التركي فوض الجيش في مطلع الشهر الماضي، للتدخل في العراقوسوريا لموجهة التنظيم برا.