من حيث قدّروا أن يزيفوا الحقيقة يلووا عنقها ويشوهوا صورتها برتوش عبثية،فقد أظهروها وأبانوها في انصع صورها وأبهى حالتها، حين غرتهم الأماني وذهبوا بمهزلتهم المسماة انتخابات ليكتشفوا والحسرة تخنقهم والدهشة تتملكهم إنهم قد قدّموا للجنوب ولقضيته خدمة مجانية حين تحول ذلك المسعى الخبيث إلى استفتاء شعبي عارم عبر من خلالها كل قطاعات الجنوب عن رفضه القاطع والصريح لمثل هذه المسرحيات الخبيثة استفتاء برفض وحدة من هذا النوع ألإقصائي النهوبي التي لا تمت بصلة إلى الوحدة التي حلم بها وضحى من أجلها الشعب طيلة عقود من الزمن-ظل الجنوبيون يطالبون بإجرائه -من خلاله بعث الجنوبيون برسالة هذا الاستفتاء الذي قدمه الخصوم دون قصد مفادها إن ثمة حقيقة اسمها شعب الجنوب لا يمكن لأي مخلوقا كان أو قوة بشرية على البسيطة مهما امتلكت من أسباب التزييف وأدوات البطش ووسائل الأكاذيب ووسائط التظليل واستحوذت على كل مقدرات وثروات الجنوب أن تطمس قضية بحجم قضية الجنوب وتواريها خلف الحجب كون الحق لا يمكن أن يغيّب أبدا لأن الله هو الحق ، فأنّى له جل علاه أن يتوارى وجه وهو نور على نور الذي أشرقت لنوره الظلمات ؟! قتل الخراصون وهم يسعون عبثا إلى دفن الحق بين رمال مكرهم وتحت نقع شيطنة خيولهم .فما على أصحاب الغباء السياسي إلا أن يذهبوا سراعا بعد ظهيرة يوم الثلاثاء الأغر إلى صناديق وارد رسائلهم ليتفحصوا جيدا فحوى الرسالة الواصلة لهم من هذا الجنوب أرضنا الطيبة. فبرغم يقيننا إنهم لا يقرئون شيئا، وان قرئوا لا يفهمون ،وان فهموا ،يفهمون خطأ. لكن لعل وعسى هذه المرة ان قوة هذه الرسالة وصحة مصدرها وبلاغة حجتها تجعلهم يقرؤون ويفهمون...ربما ربما ربما...! - نعم لقد قال الجنوب يوم الثلاثاء21فبراير الذي لن يمحى من ذاكرة كل الأحرار وسيخلد في سفر تأريخ الشعوب المكافحة- كلمة الفصل بان ثمة حق وحقيقة لا يمكن ان يتسعهما صندوق أكاذيب الحاوي وخداعه ولا تقوى ثعابينه ان تسمم ترياق الحرية والانعتاق والتحرر. ففي اليوم الذي سقطت فيه أكذوبة كبرى اسمها جماهير المشترك الإصلاحية فقد سقطت وبذات الساحة وبنفس الطريقة غطرسة قوى النهب والغزو التابعة للمقبور حيا (علي عبدالله صالح) ،سقطت عجرفة العدوان الثلاثي السياسي- (مؤتمري إصلاحي اشتراكي) على وقع هتافات أصحاب الحق وتمرغت ثقافة فرعون الديمقراطية( وما أريكم إلا ما أرى) في صميم الرغام الجنوبي. تماما مثلما سقطت بين أقدام الحقيقة عصابة التظليل الإعلامي من خراصي قنوات الزور والتزوير العربية والمحلية، ورمي جثمان ضميرهم المهني الإعلامي والصحفي في مقبرة اللامأسوفا عليهم. - ويقيني انه بعد يوم الثلاثاء الأغر سيعيد المجتمع الدولي ومعه الإقليمي -الذين لا يراهن عليهما الجنوب كثيرا لاستعادة حقه المسلوب-قراءة المشهد بالجنوب بعد أن اتضحت له الصورة و انجاب عنهم غيم التظليل الإعلامي الصنعاني الكاذب وتكشفت لهم إنهم كانوا تحت تأثير تنويم مغناطيسي مخادع آن لهم اليوم أن يقيموا الأوضاع بالجنوب بشكلها الحقيقي والمنطقي بعد ان عرفوا لمن اليد الطولى بالجنوب ومنهم أصاحب الكلمة الفصل على الأرض الذي يجب التخاطب معهم لرسم ملامح المستقبل للجميع بعيدا عن أحزاب المسخ السياسي الكاذب وان تدثرت هذه الأحزاب برداء الدين واعتمرت جبة سوداء او بيضا ولحية حمراء ،أو بجلباب التقدمية والليبرالية- طالما وهذا المجتمع الدولي والإقليمي حريص على مصالحه بالمنطقة وان يعي تماما ان ما جرى بالجنوب حين هتف الجميع بصوت واحد: (الشعب يريد استعادة حقه) هو المعيار الوحيد الذي عبره يتم التعاطي الواقعي مع الوضع ليس بالجنوب فقط بل بالمنطقة عموما ،كمنطقة حيوية وينبوع للطاقة المحرك لماكينة اقتصاده المرتبك حاليا ،مع التذكير إن له أي -الإقليم- والجنوب قواسم مشتركة ومصالح مشتبكة -فضلا عن المصالح الاقتصادية- هي النية الصادقة بمحاربة كل قوى التطرف والإرهاب الذي يبذر نبتته وتتبرعم هناااااك في مشتل التطرف ومزرعة الإرهاب الحقيقي. *حكمة:( لئن كسر المدفع سيفي فلن يكسر الباطل حقي.)