يوصف السياسي اليمني الاضطرابات في البلد كأنها صاعقة رعدية، أو قطارا خرج عن السكة فجأة، أو فعلا من أفعال الطبيعة، كالزلازل والبراكين، وليس باعتبارها أسباب ونتائج، وفعل وردة فعل، واخفاقات كان من الممكن تجنبها لو أن أداء السلطة الانتقالية أفضل. يتساوى في ذلك الارياني في حواره الصريح، وياسين في مقاله الزخرفي، وجمال بن عمر في أكاذيبه التي لا تعد، ونزلات برد سلطان العتواني، او اليدومي في مواعظه، وهادي في خطاباته التي لاتقدم ولاتؤخر الا من ناحية نحوية. كلهم يتحدثون عن الأوضاع وكأنها هبطت من السماء، وكأنها قضاء وقدر لا مفر منها ولا تبديل وان اجتهدوا. يتحدثون عن سقوط صنعاء ويتباكون دون ادانة - او حتى الاشارة على استحياء الى-الأسباب التي أدت الى سقوط الدولة في قبضة الحوثيين، وكأنهم مراقبين وباحثيين لا في مركز القرار. وكأنهم مستشارين ليس لهم أي دور ووجودهم كعدمهم.. وكل شيء حدث في البلد حدث اتوماتيكيا، او بسبب مؤامرة: هكذا يأتون بالفقرة الأخيرة الحوثي سيطر على الدولة مع عفاش! حسنا. أين الرئيس والحكومة؟ أين كنتم انتم ومادا فعلتم قبل وبعد؟ ما هو دور أجهزة الأمن والمخابرات والدفاع؟ يقول الارياني ان نص اتفاق السلم والشراكة مر اثناء المفاوضات بطهران. أنا اصدق الارياني لكن هدا ليس مبررا لتوقيعه. بل على العكس. وحتى في حال طلب منكم الرئيس التوقيع على الاتفاق لمادا لم تفاوضوا لتحسين بنود الاتفاق وجعلها اكثر وضوحا وقطعية خاصة الملحق الامني. ثم انكم مستشارون للرئيس هادي لا صبيانه. اقروؤا احاديث النخب السياسية بلا استثناء. يتحدثون عن سقوط صنعاء باندهال العبيط وادعاء اللئيم وكأن حرب عمران وحيادية الدولة ثم زيارة هادي للواء 310لم تشجع الحوثي وتعبد طريقه الى صنعاء. يتحدثون عن سقوط صنعاء وكأنه زلزال أو صاعقة وليس اجتياحا سبقه حصار طويل وجولة مفاوضات، وكأن الحوثي قرر اسقاط صنعاء وحدد الوقت بنفسه وليس الرئيس هادي وحكومة الوفاق، هم من منحوه حصان طروادة (الجرعة السعرية) ودريعة لاجتياح صنعاء. وكأن الجيش انهار من تلقاء نفسه، وكأن هيكلتهم لم تكن من اهم أسباب ما جرى. يقولون ان الجيش لم يقاتل، والسبب ولاءه للرئيس السابق، وليس بسبب شعوره بالخدلان من الرئيس الحالي، الدي لم يعز حميد القشيبي حتى بكلمة في زيارته لعمران، ولم يشكل غرفة عمليات طوال شهرين من حصار العاصمة، وكأن على كل قائد لواء عليهم أن يكونوا قشيبي اخر، فقط كي يثبت لنخبة موفمبيك انه ليس عفاشي! ان بلدا يديره هؤلاء الكهول والفشلة، كيف لا ينهار ويسقط في قبضة مليشيا تبشر بالخلاص والشهادة والجنة المؤثثة بجماجم اليمنيين واحترابهم!