حضرت مرة (في 2008 غالباً) لقاءً في قاعة جامعة حضرموتبالمكلا، جمع مسئولين محليين وقيادات تنفيذية ومؤتمرية بحضرموت الساحل والوادي مع نائب الرئيس، حينها، عبدربه منصور، الذي انتدبته القيادة على رأس وفد كبير؛ للوقوف على مشاكل وشكاوى المحليات وفروع المؤتمر والسلطة المحلية بحضرموت وحلها. كانت طريقة هادي في إدارة النقاش والإجابة على الشكاوى والعروض بالمشاكل في القاعة، ملخصاً أنموذجياً لطريقته في إدارة الحكم، وممارسة سلطات الحاكم الرئيس اليوم، وخلال سنوات رئاسته الثلاث الأخيرة. ببساطة هو يوزّع سيارات؛ يأمر بصرف سيارات مختلفة وحافلات، إزاء حالات وقضايا وإشكالات كثيرة، فيها كثير حالات لا تتعلق المشكلة بالسيارات أو وسائل النقل. من التاسعة صباحاً وحتى الواحدة والنصف، أتى الرجل على مشاكل وأزمات حضرموت بشقيها: الوادي والصحراء، وحلها بطريقته الخاصة؛ أوامر صرف سيارات ومركبات مختلفة أعطاها للسلطة المحلية للتنفيذ قبل أن يغادر القاعة على وعد بلقاء ثانٍ اليوم التالي، لكنه أخذ الطائرة وغادر المكلا في العصرية إلى عدن، مكتفياً بما أنجزه صباحاً كمعالجات وحلول! في الواقع، وكما بدا لي يومها، فإن هادي ضاعف المشاكل والأزمات على رأس السلطة المحلية بحضرموت بدلاً من مساعدتها على حل ما تعانيه ويكبلها، فهي صارت ملزمة بتوفير ميزانية كبيرة لتلبية أوامره بصرف عدد كبير من المركبات المختلفة (..) يومها، أذكر أنني سألت زميلاً صحفياً من المكلا: هل انتهت مشاكل حضرموت، إذاً؟؟ إجاب ببديهة حاضرة: بل بدأت اليوم وبأمر عبدربه! ،،، لا يبتعد هذا، وفي حالة نائب الرئيس عبدربه منصور، كثيراً عن نظيره في حالة عبدربه الرئيس. أدمن توزيع السيارات والمركبات الحديثة وتوَّجها بالسيارات المدرعة، معتقداَ أنه بذلك يحل مشاكل اليمن ومشاكله الشخصية مع عقدة النائب، ويتألف إليه الولاءات والأحلاف والتأييد. حتى صحونا على بلد تطحنه الأزمات والمشاكل من كل نوع وشكل ومقاس، وطرأت معه أزمات ومشاكل جديدة أسوأ وأنكأ. ولم يعد وحده من يصرف السيارات والهبات والمبالغ الكبيرة، صار هو وابنه الذي تفوق على أبيه في البَعزَقة وأوامر الصرف وشراء الولاءات بأثمان باهظة، وتمويل إشكالات وعاهات بأموال المساعدات الخارجية التي أهلكها الرئيس وابنه الرئيس أيضاً! حتى الذين انتدبوه وفوّضوه هذه المرة، أيضاً، كرئيس للوقوف على أزمة اليمن وحلها والانتهاء منها، عادوا في نهاية 2014 ليقولوا ما قاله الزميل الحضرمي في قاعة جامعة حضرموت عام 2008: بدأت الأزمات الأسوأ مع عبدربه! وهو لا يكف عن إيعادنا بجلسة حلول ثانية اليوم التالي، ولا أعرف متى وفي أية عصرية سيأخذ الطائرة مغادراً؟ وإلى أين هذه المرة؟!