أرى أن اللواء علي محسن الأحمر قاب قوسين أو أدنى من فرصه لم تكتب للرفيق دربه المشير علي عبدالله صالح .. فرصه يمكنه منها اليوم خصومه ... تمكنه من ان تحتسب له ذات النقطة للمرة الثانية ... كل ما على الأحمر اللواء هو الاعلان مجدداً عن الالتزام بتنفيذ وعده للشباب الثورة بالتنحي عن من منصبه وهو الوعد الذي قطعه على نفسه عقب إعلانه التخلي عن نظام علي عبدالله صالح والتحول من جزء من النظام للجزء من القوى المؤيدة والمناصرة للثورة ... لقد التقط علي محسن الأحمر الفرصة التاريخية وقبل بالتنحي الاختياري او السقوط الطوعي بعدم الاكتفاء بتأييد ومناصرة الثورة بل وبالمبادرة بالتأكيد على التنحي من منصبه كقائد للفرقة الاولى مدرع والتقاعد فور سقوط النظام ووصول الثورة لبر الأمان ... وبذلك فأن المطالبة بأقالته لا معنى لها مادام قد سبق بأعلان وعده بالتقاعد وان البقاء في منصبه بقاء مؤقت للقيام بدور وقائي يقصد به حماية الثوره ومنع تكرار المشهد السوري ... قد يكون مشروعا القلق من انقلاب علي محسن الاحمر على وعده والتعبير عنه ولكن ما ليس بمفهوم ولا حتى طبيعي اختصام اللواء الاحمر وتصويره على انه العدو الأول للثورة ... وغض الطرف عن جرائم نظام صالح بل والتبرير لها والدفاع عنها من قبل البعض . ان التعاطي العنيف مع اللواء الاحمر وعلى نحو لم يحدث مع النظام سوى من تيارات مؤيده للثورة او مناوئة لها يقدم اللواء الاحمر في صورة من يدفع ثمن تخليه عن رفيق دربه ومن يعاقب على رفض توجيه مسدسه نحو صدور شباب الثورة .... بدلاً من أثارة الخوف منه خصوصاً اذا ورد في سياق اختصامه كعدو تاريخي ... او تضمن تعاطي متناقض مع حالات مشابهه ... وهو ما يبرر بروز تيار شبابي متمترس للدفاع عنه في مواجهة تيار متخصص في الهجوم عليه . وفي اعتقادي ان اللواء الاحمر ليس بحاجة لمن يتمترس معه بمقابل او بدون مقابل ويكفي فقط تأكيد موقفه السابق بالتقاعد والتنحي الاختياري ليكون بمثابة رسالة تطمين للشباب الثائر من يختصم علي محسن الاحمر باعتباره جزء من الحرس القديم وليس كشخص وفي ذات الوقت مستعد للتعاطي مع موقف الاحمر اللواء بمناصرة الثورة كموقف تاريخي وبطولي وليس موقف انتهازي اذا ما نفذ الاحمر وعده بالتنحي.... شخصياً لست ضد فكرة تنحي اللواء الاحمر في ذات الوقت مع تنحية ابناء وأقارب وأذناب علي عبدالله صالح ... ولكنني أعتقد ان الدعوة الممنهجة للتزامن التنحي والتنحية وتحولها لحملة والتي يتصدر مشهدها علي عبدالله صالح والمدافعين عنه قبل المخاصمين لعلي محسن الاحمر ليس دافعها خروج الاخير من الفرقة الاولى مدرع بقدر ماتهدف للوصول لصفقه معه او على الاقل تحويل التنحية من هزيمة لانتصار .. فمن يتابع تصريحات المتحدث بأسم المؤتمر الشعبي يرى كثير من عبارات المغازلة للواء الاحمر تارة والتصريح بأن الثورة لن تعصف بالحرس الجديد فقط وانما بالحرس القديم وعلى رأسهم الاحمر وتصوير الثورة كخطر يتهدد سنحان وكل من كانوا جزء من نظام صالح أو رفاقاً له .... والدعوة للتزامن بمثابة رسالة تحذير ان ثمن التغيير سوف يدفعه الجميع ... كما ان صدور قرار بتنحي الاحمر مع تنحية ابناء وإخوة وابناء أخوة علي عبدالله صالح قد يخفف من وطأة خسارة السيطرة على القوة العسكرية والامنية ويصور هذا السقوط على أنه نصر يرضي غرور صالح ويجرد علي محسن الاحمر من الاستفادة تاريخيا من التنحي الاختياري ..