لماذا لم يكشف اللواء علي محسن الأحمر وحزب الإصلاح عن تفاصيل التحقيقات التي أجرتها نيابة الفرقة الأولى مدرع مع المتهمين بإرتكاب مذبحة جمعة الكرامة 18 مارس 2011 ويقوموا بتسليمهم إلى العدالة بعد عام من المذبحة وإلقاء القبض عليهم؟ لا يوجد لديهم أي عذر. فالمطالب تصاعدت عشية الذكرى السنوية الأولى للمذبحة ليس من قبل الثوار فقط وإنما أيضا من قبل المؤتمر الشعبي العام ووسائل إعلامه فضلا عن وسائل الإعلام المحسوبة على صالح وأبنائه وأبناء شقيقه الراحل التي استغلت تلكؤ هذا الطرف الذي أقصى الشعب اليمني بمختلف فئاته وأفراده المستقلين من إدارة قرار الثورة عن سبق إصرار وترصد في كشف تفاصيل التحقيقات وتسليم القتلة في التشكيك بوقوع هذه الجريمة من الأساس! العذر الوحيد الذي كنا نتوقع أن يتحجج به إعلام علي محسن والإصلاح هو العذر المعتاد: "الحوثي"، لكن حركة "الحوثيين" والمحسوبين عليهم في ساحة التغيير كانوا في صدارة الإئتلافات والتكتلات الثورية المطالبة بكشف التحقيقات وتقديم القتلة. من تبقى أمام الجماعة ينفع كعذر؟ الحراك الجنوبي. لكن هذا الأخير أيضا في وادٍ ثانٍ الآن: لكم شهداؤكم ياشماليون ولنا شهداؤنا حتى وإن كان قاتلنا واحد (على اعتبار أن الدم الجنوبي لم يعمد ثورة الشباب السلمية منذ لحظة انطلاقها الأولى). ولهم الحق في هذا، فمن ذا الذي يقبل على نفسه أن يستمر في ثورة شعبية يقودها مجموعة من القتلة والمجرمين؟! إذن ما هو عذركم يا رفاقنا في الثورة؟ أنتم دفنتم شهداء جمعة الكرامة على عجل، وتمتنعون عن تسليم القتلة بعد عام من المطالبات المتصاعدة لكم من قبل الجميع، فهل أنتم خائفون على سمعة "السفاح عفاش" وصفحته "البيضاء" الى هذا الحد أم ماذا يا ثوار الغفلة؟ هل سيصدق الرئيس "السابق" ولكن غير الراحل بالتأكيد علي عبدالله صالح في هذه أيضا؟ أم أنكم مشغولون ب"هيكلة القتلة"؟