رحم الله الوالد الدكتور الشهيد محمد عبدالملك المتوكل الذي لطالما وصفهم [بالخيول المنهكة] وشبههم بقوم ضاعوا في صحراء بدون ماء أو طعام حتى عطشوا وجاعوا من تعب السفر ، وما إن وجدوا شجرة حتى جلسوا تحتها وخافوا من الاستمرار في البحث عن مخرج حتى لا يعدموا ظل الشجرة !! فقبلوا بالظل وإن جاعوا وعطشوا .! تذكرت الشهيد أثناء لقاءاتي هذا الأسبوع مع أحزاب اللقاء المشترك لمناقشة الفرصة المتاحة محاولاً إقناعهم للخروج برؤية تؤسس لعملية سياسية توافقيه تزيح عن اليمنيين شبح مجلس الراعي وهيمنة المجلس العسكري واحادية القرار للفرد أو الجماعة وذلك بالتفكير الجاد بخيار المجلس الرئاسي المدني لضمان المشاركة السياسية في القرار على ان تكون المرجعية هي مخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة .
ولكن للأسف وجدتهم مقيدين بأدوات الماضي لأنهم كما يبدو نخبة تم فصلها عن المجتمع وواقعه وتطلعاته ، فعندما تشاركهم رسم ملامح المستقبل يذكرونك بصراعات السبعينات والثمانينات والتسعينات ويحذرونك من سطوة السعودية وأمريكا وقطر وايران ، ولا تسمع في حديثهم ذكر لاستقلالية القرار الوطني وصوت المواطن .! يعتبرون أن ما بعد الثورات زمنٌ مجهول !! يصعب اقتحامه يلجئون دوماً لأنصاف الحلول ..
فسقف الثورة لديهم أن تستبدل النظام السابق بنفس النظام ، وعندما تحاول القوى الشعبية الحية أن تشارك في صنع التغيير من خلال تحويل التحديات إلى فرص لبناء دولة عادلة وفق قاعدة الوطن للجميع يعمدون الى تحويل شبابهم الى وقود للتفاوض السياسي حتى وإن دافعوا عن الفشل فالرئيس هادي الذي لطالما قالوا عنه انه سبب كل معضلة يبحثون عنه اليوم بين أوراقهم بالرغم من ادراكهم انه لم يستقيل وانما شبه لهم .
وهذه هي أنصاف الحلول التي لطالما اشتكى لي منها الشهيد الدكتور كثيراً كونها كانت ولاتزال السمة الأبرز في أغلب مبادراتهم السياسية .