قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية عقب اجتماعات مع وزير الخارجية جون كيري الجمعة إن دول الخليج دعت المجتمع الدولي لاتخاذ موقف أقوى إزاء الوضع في اليمن. وأضاف المسؤول أن هذه الدول عبرت خلال الاجتماعات مع كيري عن قلقها من النفوذ الإيراني في اليمن في ظل الاضطرابات السياسية هناك.
وقال المسؤول إنه لم تجر ترتيبات لإجراء اتصالات مع طهران بهذا الصدد خلال المحادثات بين كيري والوزراء وكبار المسؤولين من السعودية والإمارات وقطر والكويت وعمان والبحرين.
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "هناك شعور بأن المجتمع الدولي بحاجة إلى اتخاذ موقف أقوى إما من خلال الأممالمتحدة أو منظمة أخرى متعددة الأطراف".
وقال "هناك قلق من النفوذ الإيراني لكن أحداً لم يناقش الاتصال بالإيرانيين" مضيفاً أنه كان هناك حديث ايضاً عن أن يعقد مجلس الأمن الدولي المزيد من الاجتماعات بشأن اليمن.
على صعيد متصل عاد إلى صنعاء السبت جمال بن عمر مبعوث الاممالمتحدة الى اليمن بعد زيارة قصيرة للمملكة العربية السعودية فى اطار جهوده الرامية الى التوصل الى مخرج للازمة السياسية الراهنة فى اليمن.
وذكرت وكالة انباء "سبأ" اليمنية انه من المقرر ان يجري المبعوث الأممي خلال الزيارة لقاءات مع اللجنة الثورية وقيادات المكونات والاحزاب السياسية لبحث سبل الخروج من الازمة الراهنة واستكمال بقية خطوات المرحلة الانتقالية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطنى الشامل واتفاق السلم والشراكة.
وكانت اللجنة الثورية لجماعة أنصار الله الحوثية قد اصدرت الجمعة بيان الإعلان الدستوري بشأن شكل الدولة اليمنية الجديدة من القصر الجمهوري في العاصمة صنعاء.
وتضمن الإعلان الدستوري تشكيل مجلس رئاسة من خمسة أعضاء ينتخبهم المجلس الوطني، وتصادق عليه اللجنة "الثورية"، إضافة إلى حل البرلمان وتشكيل المجلس الوطني الانتقالي من 551 عضوا.
وذكر الإعلان أن مجلس الرئاسة يكلف من يراهم أصحاب كفاءة لتشكيل حكومة كفاءات، وحدد الفترة الانتقالية بعامين.
وقال بيان الإعلان الدستوري إن اللجنة "الثورية" تتخذ كافة القرارات والتدابير الضرورية لحماية سيادة الوطن والمواطنين، وأشار إلى استمرار العمل بأحكام الدستور النافذ "مالم يتعارض مع أحكام هذا الاعلان".
ويأتي ذلك الإعلان بعد فشل مفاوضات المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر مع القوى السياسية لإخراج البلاد من أزمة الفراغ السياسي والدستوري بعد استقالة رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، ورئيس حكومته خالد بحاح في 21 من الشهر الماضي.
وأعرب مجلس الأمن الدولي في بيان الجمعة عن "قلقه العميق" إزاء الاعلان عن الاستيلاء على السلطة وحل البرلمان، وقال إنه مستعد لاتخاذ "خطوات أخرى" إذا لم يتم استئناف المفاوضات التي تقودها الأممالمتحدة على الفور.
ورفضت الولاياتالمتحدة الاعتراف باستيلاء الحوثيين على الحكم في اليمن، لكنها استدركت قائلة إن الوضع معقد لأن الحوثيين يقاتلون أيضا ضد إرهابيي القاعدة هناك.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف "إن الوضع معقد ومائع للغاية على الأرض".
ويتهم منتقدون الحوثيين بكونهم وكيلاً لإيران التي يمثل الشيعة غالبية سكانها وهو اتهام ينفيه الحوثيون.
وتواجه اليمن، واحدة من أفقر البلدان في العالم العربي، تمردا من قبل تنظيم القاعدة وحركة تحمل اسم"الحراك الجنوبي" تطالب بانفصال جنوباليمن عن شماله.