وقد أعذر من أنذر.. هكذا انتهى أحمد عوض بن مبارك ما نُقِل عنه من القول "معلومات خطيرة.. هناك استعدادات غير مسبوقة لدى معظم السفارات الغربية في اليمن لمغادرة صنعاء ويقومون حاليا بتدمير كل ما لديهم من أشياء مهمة كالأسلحة والسيارات والوثائق.. وهناك نية مسبقة لتدمير اليمن". • ولقد وددت لو أقول لمدير مكتب الرئيس هادي المستقيل.. بلاش هذه التنبؤات السوداوية فلابن آدم ثلث ما ينطق والواحد منا ليس سوى ما يعتقده لولا أن ما تم نشره بوسائط مختلفة كشف بالفعل عن إحراق الأمريكيين وثائق وأسلحة داخل السفارة كما جرى تسليم المارينز لأسلحتهم في مطار صنعاء بشكل عشوائي يظهر نية على مغادرة بعض الأرض والاكتفاء بالحضور غير القانوني عبر السماء والإبقاء على المكاتب في عدن. • ولا يساوي غموض ما حدث من إعلان أبرز سفارات الدول العشر الراعية للعملية الانتقالية ومغادرتها صنعاء هكذا فجأة رغم عدم وجود تهديد حقيقي يرتقي إلى مستوى القرار إلا ضبابية تصريح وزارة الدفاع الأمريكية بأن الاضطرابات السياسية في اليمن تؤثر على قدرات الجيش الأمريكي في مكافحة الإرهاب "حد فاهم حاجه يلحقني بتفسير إسعافي؟!". • في اليمن أزمة وأزمة كبيرة صحيح ولكن.. صنعاء آمنة والردود الشعبية لليمنيين تتميز بالحلم وطول البال فما الذي يدبّر في الخفاء بعدما كان من إشراف هؤلاء الرعاة المفترضين على أكبر عملية ممنهجة لتدمير الجيش اليمني على هامش مؤتمر الحوار الذي تحول إلى منفذ للدمار؟ وكيف عطس السفير الأمريكي فدخلت سفيرة بريطانيا وسفير فرنسا في موجة زكام؟ وإلى أي حد ستنتشر العدوى في الجيوب الأنفية لباقي الرعاة؟ • نحن في أزمة ولكن.. ما الذي يجري في الخفاء؟ ومن يحرض أهل التدخل السافر حضوراً وهذا الإرعاب إغلاقاً ومغادرة على إشغال الأغبياء عن الخفايا بالجدل حول سيارات السفارة الأمريكية؟ وكيف أن أكثر من عشرين سيارة مدرعة لم تحمل داخل الطائرة العمانية وكأنها سفينة عملاقة حامله للطائرات. • وتبقى الألغاز الباحثة عن حل.. ما الذي في الخفاء من خطر على هؤلاء ولا نعرفه..؟ هل هو الاطلاع على أن أموالا يجري ضخها لمواجهات مرتقبة استبقتها هذه السفارات بإعلان الرحيل؟ وهل الانسحاب الدبلوماسي تغطية على انسحاب المارينز؟ • أياً كانت الخفايا والزوايا يبقى قرار المغادرة يبعث على القلق ولو على طريقة أحمد عوض بن مبارك مدير مكتب الرئيس هادي.