في الماضي القريب كان الناس يلتقطون صوراً تذكارية بجانب الدبابة التي كانت في ميدان التحرير، مارد الثورة.. ثم اختفت الدبابة من مكانها، وبدأ المصورون يخترعون أساليب جديدة مثل الصقور والخيول، وبقي الناس لسنوات يلتقطون صوراً مكررة في نفس المكان، ونفس الصقر الواقف على الكتف، ونفس الخيل المتعَب. بقي الناس لسنوات يلتقطون هذه الصور التي أصبحت مملة، مع اختلاف الوجوه فقط، ثم ابتكروا وسائل جديدة تواكب العصر والوضع الذي نعيشه، فكان الكثير منهم يذهب ليلتقط الصور بجانب النصب التذكاري "الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية" الذي تحوَّل لمنصة في ساحة التغيير، وتحوَّل أيضاً إلى رمز للثورة المسروقة التي لم تأتِ أُكلها. ثم تغيَّرت الأمور، وكان من لديه صورة مع الزعيم أو مع علي محسن أو حميد أو توكل ينشرها في صفحته على الفيس بوك، في حرب فيسبوكية تستحق أن تسمَّى "حرب الصور". وبعد سيطرة الحوثيين أصبح البعض ينشر صورته مع "أبو علي الحاكم"، ومنهم من نسي خيول التحرير وصقورها وأصبح يلتقط له صورة وهو فوق مصفَّحة، أو وهو يعلِّق البندقية على كتفه.. والبعض ينشر صورته وهو يستظل بشعار الموت لأمريكا. وحين تم اغتيال محمد عبدالملك المتوكل قام الأغلبية بنشر صورهم معه، وكأننا ننتظر أي مناسبة لسقوط شخص لننشر صورتنا بجانبه!! أما الدواعش فقد أصبحوا يلتقطون الصور وهم يعلِّقون الرؤوس المقطوعة، وباليد الأخرى يرفعون شارة النصر!! لم تكن صور الرئيس السابق علي عبدالله صالح تُباع قبل 2011 كما هي الآن.. ونفس الحال بالنسبة لصور أحمد علي.. وهناك من قام بحذف صورته وهو بجانب الزنداني بعد سقوط جامعة الإيمان. أعيدوا لنا الدبابة التي كانت في ميدان التحرير، فقد كانت دبابة مسالمة وأكثر أماناً.