في البريد اليومي الذي تقوم سكرتارية مكتب محافظ شبوة الدكتور علي حسنالاحمدي برفعه له مساء كل يوم , وجدت من بينها رسالة مرسلها اسم مجهول لشخص المحافظ ان لم يعرف عنه احد ويدعى حميد حردان اسماعيل المحمدي كانت محل اهتمام المحافظ من بين باقي محتويات البريد .. لم يكشف المحافظ مضمونهانصا ولكن محتوى الرد الذي كتبه قد كشف الكثير من ماتضمنته تلك الرسالة ..مضامين رد المحافظ كشف الكثير من ما بداخل المحافظ منذ ماقبل تسلمة مهامالمحافظة وحتى اليوم في الرسالة التالية: الولد الفاضل / حميد حردان اسماعيل المحمدي بعد التحية والتقدير ،،، استلمت رسالتك بتاريخ 12/4/2012م وانا أتفحص البريد الساعة 1:15 من فجريوم السبت 14/4/2012م وقد شدتني هذه الرسالة من بين كل رسائل البريدالعديدة وقرأتها عدت مرات واستشعرت حماسك وإخلاصك في كل كلمة من كلماترسالتك هذه التي اتفق معك جملة وتفصيلاً ، ولا أخفيك القول انها من بينالرسائل النادرة التي تحمل هم عام ف 90% من بريد شكاوي او طلب مساعداتاو توظيف ، ومع احترامي لحق مقدميها في طلباتهم الا انني قليلاً ما اجدفي بريدي رسائل تتحدث عن مطالب عامة ، او قضايا عامة تخدم مصلحة المجتمعبشكل عام وليس أشخاص يبحثون عن مصالحهم الأنانية الذاتية حتى وان كانتعلى حساب مجتمعهم ... اقدر لك أيها الولد الفاضل قلقك على إصلاح الوضع العام ،، والقضاء علىالفساد ، وهو هدف كل وطني غيور على وطنه وحريص على مستقبل أبناءه ونحننشاركك هذا الحلم ، غير انه وفي ظل الأوضاع السياسية والاجتماعية المعقدةالتي عاشتها البلاد خلال الأربع السنوات الماضية جعلت الكثير من الطموحاتتتراجع إلى درجة تجعل من الحفاظ على السيئ مكسب مقارنة مع الأسوأ الذيكان يمكن ان يحدث في ظل هذا الوضع ، وانا عندما قبلت المسؤولية في هذهالمحافظة مكرها كنت واضع في حسابي مدى الصعوبات التي ستواجهني في تنفيذأفكاري وطموحاتي في النهوض بأوضاع هذه المحافظة ، وأدركت ورطتي بقبولالترشح لمنصب المحافظ خلال فترة الترشيح وبعد ان فات الاوان للتراجع وقلتكلمتي الشهيرة التي استرقها مراسل الأيام في حديث جانبي لي مع احدالزملاء ان فشلت فهذه مصيبة وان نجحت فهذه مصيبتين ، بما معناه أنني أتيتالى المحافظة ليس طمعاً في المنصب بل تضحية من اجل المحافظة وخدمتها فانلم يتقبلني ممثلي المحافظة ويمنحونني ثقتهم فهذه مصيبة وان منحوني الثقةفإنهم يضعونني أمام وضع صعب ، ربما يكون عدم منح الثقة أهون واقل عبئاًعلي من عبئ المسؤولية في ضل الأوضاع المعقدة التي وصلت إلى هذه الدرجة منالتعقيد الناتجة عن تراجع القيم والتغير في أخلاقيات وعادات المجتمع فيالمحافظة والتي شكلت صدمة لي بعد غياب طويل عنها تبدل فيه كل شيء جميلكنت اعرفه في مجتمعها ، وتحول عملي كمسئول تنفيذي أول في المحافظة إلىمجابهة الأحداث اليومية ، التي لم أجد معها وقت للتخطيط والتنفيذ لما كنتاحمله من أفكار وخطط .. لا اعتقد أنني حققت ولو الجزء اليسير منها ، ليس لصعوبتها واستحالةتنفيذها ، ولكن لان وقتي في مجملة كرس لمجابهة التطورات اليومية والمشاكلالمفتعلة في المجتمع مع الأسف .. ورغم ان بعض ملامح النجاح قد ارتسمت لما كنت انويه إلا أنها كانت مرسومةبقلم رصاص يمكن لمن يأتي بعدي ان يكملها .. كل ما يعزني في فترة تحمليللمسؤولية في هذه المحافظة أنني وبمساعدة الخيرين من أبناءها وغيرأبناءها ممن شاركوني في تحمل المسؤولية إدارياً وعسكرياً وسياسياًواجتماعياً إننا عبرنا بالمحافظة بسلام في رحلة اهتزت فيها البلاد وسفكتالدماء .. وعمت الفوضى وتمتعت فيها شبوة من غيرها من المحافظات بقدر وافرمن السلام والاستقرار وهذا يعزينا عن أي إخفاق في الجوانب الإداريةومكافحة الفساد التي اشعر بأنني أخفقت فيها مراعاة للظروف ... وثمناًلأمن وسلام واستقرار شبوة ..وكل شيء له ثمن .. فلا تعتقد أيها الولدالفاضل بأنني لم أتألم كل يوم بسببه وإنني اجهله أو راضي به ... ومع ذلك يجب التفاؤل بالأمل بغد مشرق ...وانقشاع الغيوم عن بلادنا ..وانتم أيها الشباب عليكم الدور في صناعة المستقبل المشرق الواعد بالخيروالعطاء .. فلا تيأسوا ولا تستسلموا وحافظوا على وحدة الوطن الذي يجب انتتحقق فيه العدالة والمساواة والتنمية ويحكمه النظام والقانون ويتساوىفيه المواطنين في الحقوق والواجبات أمام القانون دون تمييز طبقي او شطرياو جهوي فالحاضر لنا ولكم والمستقبل لكم وحدكم ،، استفيدوا من دروسالحاضر ولا تكرروا السيئ منها في المستقبل ...
وتقبل خالص تقديري ، ،، د. علي حسن الأحمدي محافظ محافظة شبوة