الأخوة.. من العبارات المنطقية التي تبدأ في نطاق العلاقة الأسرية التي تصدق على الأخوين والأختين الشقيقين وتمتد إلى الأخوة والأخوات غير الأشقاء، مفسحة المجال إلى القرابة الأسرية والعشائرية والقبلية، وتتجاوز ذلك لتشمل وتصدق على العلاقة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد، وصولاً إلى الأمة القومية الواحدة وربما تخطت النطاق القومي إلى النطاق الأممي على أساس القواسم المستمدة من الدين الإسلامي الحنيف في عالم إسلامي واحد متعدد الشعوب ومتنوع القوميات.. فنقول في الأخوة الأشقاء والأخوة غير الأشقاء والأخوة المستمدة من القرابة الأسرية ومن القرابة العشائرية ومن القرابة القبلية على ما بينها من الأفخاذ والأنساب المتعددة والمتنوعة وصولاً إلى علاقة الأخوة المستمدة من الروابط الوطنية اليمنية والروابط القومية العربية وكذا الأخوة المستمدة من القيم والمبادئ الإسلامية.... إلخ. وما ينطبق على العالم الإسلامي المكون من أمم مختلفة التكوين القومي ينطبق على العالم المسيحي. أقول ذلك وأقصد به أن رابطة الأخوة المستمدة من قدسية الوطن اليمني هي المعنية اليوم أكثر من أي وقت مضى بدعوة جميع الأحزاب والتنظيمات السياسية والمنظمات الجماهيرية والمهنية والنقابية والتعاونية والثقافية الإبداعية والإنتاجية والشخصيات الوطنية إلى الالتفاف حول القيادة السياسية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي وبحكومة الوفاق الوطني لتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقرار مجلس الأمن الدولي، سواءً كانوا في الحكم أو كانوا في المعارضة، وسواءً كانوا في الأحزاب والتنظيمات السياسية أو كانوا مستقلين ينتمون للمنظمات الجماهيرية المهنية والإبداعية والتعاونية أو لا ينتمون إلى أي تنظيمات ومنظمات وفعاليات سياسية وجماهيرية، لأن مصلحة الوطن والشعب فوق كل المصالح الأنانية الضيقة لأن قدسية الأخوة اليمنية هي القاسم المشترك بين جميع أبناء الشعب اليمني الواحد، ولا يمكن لهذه الأخوة أن تحقق ما نحن بحاجة إليه من الأهداف والمبادئ الوطنية ذات الصلة بالحياة والحرية والمساواة والعدالة والديمقراطية وذات الصلة بالتقدم والرفاهية المعيشية والحضارية المنشودة إلا من خلال قدر من التعاون والتفاعل والتكافل في أجواء أخوية موحدة وآمنة ومستقرة، وما تستوجبه من التنازلات الذاتية لصالح القضايا الوطنية والموضوعية الكبيرة، باعتبارها البديل الأفضل لكل الخيارات ذات البدائل الأنانية الصغيرة المحفوفة بالتحديات الناتجة عن الصراعات والحروب الأهلية الدامية والمدمرة لما لدينا من الطاقات والإمكانيات المتاحة والممكنة، بدلاً من إهدارها في متاهات الدروب الفرعية ذات الطموحات والأطماع الأنانية الخاصة لهذه الجماعة أو تلك ولهذه الطائفة أو تلك ولهذا الحزب والتنظيم السياسي أو ذاك ولهذه المنظمة الجماهيرية أو تلك، لأن المصلحة الوطنية هي المرادف الموضوعي للأخوة اليمنية المستمدة من قدسية الوطن والشعب الواحد صاحب المصلحة الحقيقية في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقرار مجلس الأمن الدولي بعد أن قطعت شوطاً كبيراً في تحقيق التسوية السياسية بين الطرفين الموقعين على المبادرة والمشاركة في حكومة الوفاق الوطني كمدخل صائب لبدء الحوار الوطني المفتوح على جميع اليمنيين.