-وزعت قبل أيام على مواقع شبكة الانترنت الجماعة المسلحة التي تسمى انصار الشريعة بيانا ذيل باسم (اللجنة القضائية بالمحكمة الشرعية ولاية أبين أمارة وقار)، قالت فيه انها أعدمت بموجب حكم المحكمة المذكورة ثلاثة اشخاص قالت انهم تجسسوا لحساب أمريكا والأمن القومي اليمني وادى ذلك التجسس حسب ذلك البيان إلى مقتل عددا من قيادات هذه الجماعة هم على النحو الآتي: 1-أبو أسامة علي بن مبارك فراس من قبيلة جهم مآرب 2- أبو تميم مصعب مبخوت بن عبود الشريف من قبيلة الأشراف بمآرب 3- أبو سعيد جابر بن سعيد الشبواني من قبيلة عبيدة4- حمد بن سعيد بن غريب من قبيلة عبيدة 5- علوي بن شعفان من قبيلة دهم 6- خميس بن صافيان من قبيلة دهم 7- أبو عمار الجهمي من قبيلة جهم.8- موحد الماربي علي بن سعيد بن جميل من قبيلة عبيدة 9- إبراهيم النجدي عبد الله الفراج من قبيلة شمر 10- صالح بن عبد الله العقيلي من آل عقيل.! فمن خلال التوقف عند أسماء هؤلاء القادة القتلى يتضح ان جميعهم من خارج محافظة أبين ،هذا فضلا عن العناصر الغير قيادية على كثرتهم. وهذا يعين فيما يعنيه ان الأيادي التي تعبث بأبين هي من خارج حدودها وهي أي هذه الأيادي لا تعدو ان تكون اكثر من أدوات تحركها قوى لها مآرب خبيثة بالجنوب في هذا الظرف بالذات وتريد ان تغرق الجنوب بأوحال من العناء والشتات، وإلا لماذا هذه العناصر لم تفكر بإنشاء ما تزعمه من أمارات وولايات اسلامية في مناطقها ومحافظاتها ؟!.ولماذا لم نر في محافظات الشمال ولو 1% من الذي يحدث في ابين وباقي الجنوب؟.! السُذج وحدهم فقط من يطالب بإثبات هذه الحقائق اكثر مما هو شاهد للعيان . ومن نافلة التذكير نعيد للأذهان كلام محافظ ابين السابق اللواء صالح الزوعري الذي قال على رؤوس الاشهاد ):ان قيادات امنية وعسكرية وسياسية سلمت ابين للقاعدة..).!
-ومع هذا لا تنفك وسائل إعلامية حزبية متطرفة برمي التهم على الجنوب وحراكه السلمية وتحويله من الضحية الى الجاني بصورة مفضوحة . فآخر هذه التهم وردت قبل ايام في موقع صحيفة (الأهالي نت )التابع لحزب الاصلاح بشكل خبر بعنوان:(وثيقة رئاسية تثبت تورط صالح في تسليم السلاح للحوثيين والقاعدة والحراك )على لسان شخص قال الموقع انه خبير في الشئون اليمنية يقول انه اطلع على تلك الوثيقة المزعومة، التي لم يظهرها أو ينشر صورة منها. ومع هذا وعند قراءة الخبر لم يورد لا من قريب ولا من بعيد أسم الحراك الجنوبي بطيه و لا عن الزعم المتعلق بتقديم صالح أسلحة للحراك الجنوبي. فقط كرر هذا الخبر الأسطوانة المشروخة التي درج عليها حزب الإصلاح منذ فترة عن سفر جنوبيين إلى طهران وبيروت لتلقي الدعم ، فقط أسهب الخبر عن الدعم الذي يقول انه قدمه ويقدمه صالح للحوثيين.
- وهذا الخبير المزعوم يتضح من كلامه نفس الحزبية بشكل واضح وجلي من خلال هذا الفقرة:(أؤيد مواجهة أهالي محافظة زنجبار اليمنية للتمدد الحوثي ومحاربتهم أي فكر يعود بالتخريب على البلاد، سواءً من قِبَل جماعة عبدالملك الحوثي المحظورة أو تنظيم القاعدة..). فالحوثيون ليس لهم وجود أطلاقا في أبين حتى يمكن الحديث عن محاربتهم وان وجدوا فليس ثمة سبب لدى أهالي زنجبار والجنوب عامة يدعوهم لمحاربة الحوثيين لأنه لا يوجد في قاموسهم على مر التاريخ أي خصومة طائفية أو مذهبية مع اخوانهم بالمحافظات الشمالية ، فالخلاف محصور مع قلة استباحت الجنوب ونهبته وكفرت وأبناءه وهذه الخلافات تظل خلافات سياسية حتى وان حاولت أيادي سوداء إقحام الدين ونفخ نار الفتنة المذهبية لتستدرج به الجنوبيين كما يحاول هذا الخبير وخبره البائس ان يسوق أمراضه وأمراض تحزبه .!
- وبقي ان نشير ان وسائل الإعلام الحزبية التي تشن هذه الأيام حملاتها المسعورة ضد الجنوب وثورته السلمية لم تنبس ببنت شفة وهي تتدثر بدراء الدين حيال الهجمات التي يقوم بها الطيران الامريكي كل يوم و الذي يقتل ويبيد المئات من الأبرياء ،ويكتفى هذا الإعلام وقيادات حكومته التوافقية بالتملق لأصحاب الطيران البدون طيار وفي نفس الوقت يقول رئيس حكومة الوفاق محمد سالم باسندوة عبارة ولا أغرب منها بقوله:( أنني لم أعط أي إذن لتنفيذ ضربات جوية أمريكية على مواقع تنظيم القاعدة في اليمن، ولم أسأل أساسا عن هذه الضربات..). باسندوة اكتفى بدفع لتهمة عن نفسه ولم يقل لنا ما هو دور رئيس حكومة حين يموت المئات من أبناء شعبه بضربات امريكية بجريرة الآخرين؟ ولم لم يكلف نفسه باسندوه بان يسأل عن تلك الضربات؟ هل هذا الامر لا يستحق ان يسأل عنه؟ ولماذا لم يجر دمعه الهتّان على خديه وهو يشاهد الجثث والاشلاء شذر مذر وانفس تزهق ودماء تسيل؟!فهل مقتل المئات بالمعجلة وعموم الجنوب بضربات اميركية ليس بكافي ان تبكي له العيون وتسيل له المحاجر وتتقطع له نياط القلوب يا دولة رئيس حكومة الوفاق؟ ولن نذهب بعيدا ونطلب منك استدعاء السفير الامريكي لتبلغه رفضك عن تلك الضربات حتى وان كنت لم تسأل عنها لأننا نعرف ان ذلك السفير هو بالنسبة لكم فخامة السفير المبجل!