اهمية الارتواء الجنسي المشبع العديد من الصعوبات والمشكلات داخل الأسرة يمكن أن يغطي عليها ويخفف من وقعها وجود توافق جنسي بين الزوجين ، ذلك أن الارتواء الجنسي المشبع يجعل الحب وعلاقة المودة يتجددان باستمرار ، مما يورث نوعًا من الرضا عن الآخر، يجعل كل زوج يغض الطرف عن هفوات صاحبه .
وهناك أسباب تسبب سوء التوافق الجنسي بين الزوجين منها:
الجهل بحق المرأة في المتعة الجنسية وهذا راجع إلى النظرة إلى المرأة التي نعتبرها محل متعة وكفي! وعليها أن تهتم بالإنجاب والأولاد ، أما الاستمتاع فهو من حق الرجل وحده! وقد ساد هذا في مجتمعنا كما في مجتمعات كثيرة ولا يزال شائعًا مع الأسف الشديد ، وهو مناقض لقواعد الزواج السليم ، كما هو مناقض للشرع الكريم الذي يقتضي أن من الواجب على الزوج أن يعف زوجته ، كما أن من الواجب عليها أن تعفه.
ذلك أن التصور الذي يقتضي بأن تكون الزوجة إيجابية أثناء العملية الجنسية ، يكسب هذه العملية مزيدًا من الإثارة والحيوية والبهجة ، ويجعل المرأة أكثر شعورًا بالمتعة وأكثر تحقيقًا للذات ، أما اكتفاء المرأة بالمسايرة ، دون تلقائية ومبادرة إلى المداعبة والإثارة والمباشرة ، يجعل المرأة تخرج من العملية الجنسية دون ارتواء تام لنهمها الجنسي ، كما يفقد زوجها قدرًا مهمًا من الإثارة والمتعة.
عدم وجود التفاعل الجنسي بين الزوجين فكثيرًا ما تخلو الحياة الجنسية للزوجين من مساعدة كل واحد منهما الآخر على التمتع باللذة وتحقيق الإشباع الجنسي ، وهو ما يسبب نفورًا نفسيًا قد يتطور إلى علاقات سيئة متوترة ، وقد يُصرَف ذلك التوتر على مستويات متعددة ، فيقل الاهتمام بالأسرة ، ويهرب الزوج خارج البيت بحثًا عن جو آخر موفر للراحة النفسية ، أو قد تنطوي الزوجة على نفسها أسفًا ، ومن ذلك ألا يجد الزوج من زوجته تجاوبًا جنسيًا كافيًا : وقد نجد ان الزوجة لا تجد من زوجها الاهتمام بمتعها الجنسية ، فلا يساعدها كما هو ضروري على بلوغ الالتذاذ (أي قمة اللذة الجنسية) ، بل بمجرد أن يقضي وطره يديرها ظهره! وهذا أيضا قد يترك لدى الزوجة استمرار الرغبة الجنسية ، مما قد يسبب انفعالاً نفسيًا يؤثر تأثيرًا سلبيًا على العلاقات الأسرية. وتجدر الإشارة هنا إلى أن للظروف الحياة وحالة الشخص الجسدية والنفسية تأثيرًا في نشاطه للعملية الجنسية.
فحالة التعب والحاجة إلى النوم والتوتر النفسي والقلق والانشغال الشديد والخوف والاكتئاب، كلها حالات تجعل الإنسان - في الغالب - عاجزًا عن أن يُثار جنسيًا.
وأحيانًا لا يشعر أحد الزوجين بمعاناة الطرف الآخر، فيغضب لعدم استجابته للمداعبة والإثارة ، فينزوي عنه أو يقاطعه عن سوء فهم. وهذا يفرض على كل زوجين أن يأخذا بعين الاعتبار ظروف الطرف الآخر ووضعيته الجسدية والنفسية.
فتور العواطف بعد فترة من الزواج فعادة ما يسبق الحياة الزوجية نوع من تلهف وشوق أحد الزوجين للآخر، وقد يستمر فترة بعد الزواج. لكن كثيرًا ما يعقب ذلك فتور في العاطفة المتأججة ، فتخبو رغبة كل واحد من الزوجين إلى صاحبه .
الأمراض والاضطرابات الجنسية فهناك العديد من الاضطرابات الجنسية ذات الجذور العضوية أو النفسية ، يمكن أن تكون سببًا في التنافر بين الزوجين ومن تلك اضطرابات البرود الجنسي ، وسرعة القذف لدى الرجل ، والمشكلات العضوية لدى المرأة العامة أو الأنثوية أو إيلام العملية الجنسية وغيرها .
وختاما فان الوعي بهذه الأسباب يشكل معينًا مهمًا للوقاية وعلاج سوء التوافق الجنسي في بداية الزواج ، وعلى مدى سنوات عمره.