مثلما هناك فوارق طبقية داخل كل مجتمع هناك فوارق كلبية في مجتمعات الكلاب. غير أن الفوارق الكبيرة هي بين الكلاب اليمنية وبين بقية كلاب المنطقة والعالم . وعندما نقارن بين كلابنا وكلابهم سوف نتوصل إلى حقيقة مزعجة ومريعة وهي أن كلابنا ليس فقط لا تستطيع أن تلحق بكلاب المنطقة والعالم، وإنما هي بعد كم جيل كلبي سوف تنحط إلى درجة أنها لن تعود تشبه جنس الكلاب.. على سبيل المثال فإن حاسة الشم القوية التي تتميز بها الكلاب تتدهور عند كلابنا مع تدهور أوضاعها، وقد تختفي لديها هذه الحاسة إن استمرت حالة التدهور. وحقيقة فإن كلابنا لم تعد هي نفس الكلاب التي عرفناها، بل يمكن القول إن تلك الشريحة الكلبية الذكية المتعلمة والمدربة والمؤهلة التي بدأت تنمو وتكشف عن مواهبها وعن كثير من المهارات والقدرات انهارت في العقدين الأخيرين ‘تخلفت وتبلدت وحاسة الشم لديها تدهورت فلم تعد تشم شيئا غير رائحة الطعام، ولم يعد لها من تلك المواهب سوى موهبة الاقتتال عند كل مزبلة على كوم العظام . لقد انحدرت هذه الكلاب التي تمثل الطليعة وتمثل النخبة إلى مستوى الكلاب العامية وغدت مثل عامة الكلاب، لكن المخيف والمريع في هذه الشريحة الكلبية المتعلمة والمتقدمة هو أنها فقدت شجاعتها وفقدت الوفاء ومالت إلى الغدر . إنها ترى اللصوص أمامها فتركض تتمسح بهم، وبدلاً من أن تنبح في وجوههم تنبح في وجه القمر .