بعد اعتقال رئيس دولة عربية من قبل إسرائيل، في واقعة تعد الأولى من نوعها، رحَلت تل أبيب المنصف المرزقي - الرئيس التونسي السابق - والذي كان مشاركًا في إحدى سفن أسطول الحرية 3 لكسر الحصار عن قطاع غزة، إلى فرنسا، وفي باريس حضرت الحملة الأوروبية لكسر الحصار استقبالًا شعبيًا حاشدًا للمرزوقي. وقال عدنان منصر - رئيس الحملة الانتخابية للرئيس السابق - إن"المرزوقي أجرى اتصالًا هاتفيًا بمكتبه بتونس، وأبلغهم بموعد ترحيله من إسرائيل إلى باريس"، مضيفًا أن "مشاركة المرزوقي في أسطول الحرية رمزية، ولا يتصور أحد أن سفينة أو 5 سفن ستكسر الحصار عن غزة، هذه المشاركة تؤكد التزام تونس بقضية غزة والتزام المرزوقي كحقوقي ومناضل من أجل القضية الفلسطينية". وكان الجيش الإسرائيلي سيطر فجر الاثنين، على السفينة "ماريان"، إحدى السفن التابعة لأسطول الحرية 3، التي كانت في طريقها إلى غزة. بينما صرح العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي باسل غطاس، في وقت سابق للجزيرة بأن السلطات الإسرائيلية ستقوم بترحيل المرزوقي إلى باريس، مؤكدًا أن "سلطات الأمن الإسرائيلية لم تتعرض للمرزوقي بما يسيئه مخافة ردود الفعل العربية". في المقابل، زعم بيان للجيش الإسرائيلي أن "الحادث لم يشهد أعمال عنف"، مضيفًا أن جنودًا إسرائيليين اعتلوا السفينة في المياه الدولية وقاموا بتفتيشها ثم أجبروها على الإبحار لميناء أسدود، لافتًا إلى أن هذا "القرار جاء بعد استنفاد كل السبل الدبلوماسية للحيلولة دون خرق الحصار البحري "المفروض على غزة". وصادر الجيش الإسرائيلي المعدات والهواتف النقالة وأجهزة التصوير التي كانت بحوزة ركاب السفينة، التي كان على متنها 18 شخصًا، من بينهم الرئيس التونسي السابق ونشطاء سلام وأكاديميون وصحفيون بينهم فريق من قناة الجزيرة. وكان عدد من نشطاء المجتمع المدني، وسياسيون في العاصمة تونس، قد نظموا وقفة للتضامن مع أسطول الحرية3، مطالبين بالإفراج الفوري واللامشروط عن كل من في السفينة المحتجزة وعلى رأسهم المرزوقي، منددين بالصمت تجاه الممارسات الإسرائيلية المخالفة للأعراف والقوانين الدولية. هذا ونددت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، باعتراض الاحتلال لسفينة "ماريان"، وقال داوود شهاب -المتحدث باسم الحركة - إن "ما حدث إرهاب دولة منظم، وتحد للإرادة الحرة، يجرى على مرأى ومسمع من العالم"، لافتًا إلى أن "كسر الحصار عن غزة، سيتسمر ولن يوقفه إرهاب إسرائيل وعدوانها الممنهج". كما استنكر إسماعيل هنية - نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس- ما أسماه "القرصنة الصهيونية على أسطول الحرية 3 المتضامن مع غزة"، مضيفًا في بيان له أن "هذه القرصنة تؤكد على سياسة الاحتلال المتمثلة في انتهاكه للقانون الدولي، وتعكس نهجه الإرهابي في منع حرية الإبحار من وإلى القطاع"، وأدان قيام الاحتلال باعتراض الشخصيات الوازنة المشاركة في الأسطول مثل المنصف المرزوقي، مؤكدًا بأن ذلك فيه تخط لكل المفاهيم الدبلوماسية والأعراف الدولية.