اندلعت موجة من أعمال العنف في العاصمة الإيرانية طهران مساء السبت، بعد قليل من إعلان السلطات الرسمية فوز الرئيس المنتهية ولايته، محمود أحمدي نجاد، بفترة رئاسية جديدة، قام خلالها محتجون غاضبون بإشعال النار في عدد من الشوارع، كما قاموا بتحطيم عدد من المحال التجارية. وأفاد مراسلون لشبكة CNN في مواقع الأحداث، بأن المحتجين كانوا يطلقون شعارات التأييد لرئيس الوزراء الأسبق، مير حسين موسوي، الذي أعلن رفضه لنتائج الانتخابات، بدعوى أنها شهدت "انتهاكات فاضحة"، في الوقت الذي انتشرت فيه قوات الأمن بكافة أنحاء طهران، تركزت حول المناطق التي يحظى فيها موسوي بتأييد شعبي. وفي خطاب وجهه الرئيس المُعاد انتخابه لفترة رئاسية جديدة مساء السبت، قال نجاد إن الشعب الإيراني تعرض لكثير من الضغوط قبل وأثناء إجراء الانتخابات الرئاسية، إلا أنه تجاوز تلك الضغوط، وقال كلمته على مرأى من العالم، لتحديد مستقبله في المرحلة القادمة باختياره رئيساً للجمهورية الإيرانية لفترة ثانية. من جانبه، قال قائد الثورة الإسلامية آية الله خامنئي إن "المشارکة التي تجاوزت 80 في المائة من الناخبين، والتصويت ب24 مليوناً لرئيس الجمهورية المنتخب (نجاد)، هو احتفال حقيقي حدا بالأعداء للعمل من خلال تحريكات مغرضة، لإزالة حلاوة مذاقه من الشعب الإيراني." ودعا خامنئي الشعب الإيراني إلى اليقظة والحذر، قائلاً: "ينبغي على المواطنين، ولاسيما الشباب الأعزاء، أن يتحلوا باليقظة التامة، وأن يحذر أنصار المرشح المنتخب وسائر المرشحين المحترمين، من القيام بأي تصرفات وأقوال مثيرة للتوتر، ومسيئة للظنون." كما وصف خامنئي مشاركة الشعب الإيراني في انتخابات "الجمعة الملحمية"، بأنها "حدث مبهر ومنقطع النظير"، وفقاً لما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، مشيراً إلى "النضج السياسي، والعزم الثوري، والاستيعاب الحضاري، للشعب الإيراني في الانتخابات الحماسية والجميلة والرائعة." وحصل نجاد على 24 مليون و527 ألف صوت من مجموع أصوات الناخبين، أي ما نسبته 62.63 في المائة، حسبما أعلن وزير الداخلية الإيراني، صادق محصولي، مقابل 33.75 في المائة لمرشح التيار الإصلاحي، حسين موسوي. وطلب موسوي، في وقت سابق السبت، وقف عملية فرز الأصوات جراء ما أسماه ب"تجاوزات فاضحة"، خلال الانتخابات الرئاسية، وقال في كلمة قوية موجهة إلى الشعب: "أوصي السلطات، وقبيل فوات الآوان، وقف هذا الإجراء فوراً، والعودة إلى مسار حكم القانون والحفاظ على ثقة الشعب." وحذر رئيس الوزراء السابق من أنه لن "يستسلم لهذه التمثيلية الخطيرة. مثل هذا التصرف من بعض المسؤولين سيقوض أركان الثورة الإسلامية"، كما اشتكى من تجاوزات أثناء التصويت، وشح أوراق الاقتراع، ووقوع اعتداءات على مراكز حملته الانتخابية.