ثلاثة عقود والمعارضة، الشريكة أحياناً والمقصية أحيانا سابقا، والحاكمة حاليا، ساكنة في دهليز جامد من التصور بشأن علاقتها بدور وأداء الرئيس علي عبدالله صالح.. ومؤخرا، انتقلت لدهليز جديد.. كأنه لا يمكن أن يكون الانتقال من دهليز إلى فضاء مفتوح.. أقرأوا زيارات الناس لرئيس المؤتمر الشعبي العام، والتي لم تتوقف يوماً واحداً.. فقط هي خارج صورة الإعلام.. وما ظهر منها يتعلق فقط بكونها أكثر عددا.. اقرأوها بطريقة تظهر أن لكم عقلاً يفكر أفضل من خصومكم الذين تتهمونهم باللاعقلانية. اخرجوا، من دهليز بنيتموه بأنفسكم.. لا تنشغلوا كثيرا بزيارة الدكتور محمد عبدالملك المتوكل لرئيس المؤتمر الشعبي العام.. وكفوا عن استخدام عبارة "في حضن صالح".. هو لم يذهب إليه للتوقيع على اتفاقيات.. وان وقع أي اتفاقية، فسيكون إعلاناً مؤكداً لفشلكم الجمعي الذريع، إذا..ليس عليه أن ينتظر حتى يستأذن الحصبة ولا الفرقة.. ولا أن يكون ملحقا بها، مع أن الدكتور مؤسس التحالف المدني الذي يرأسه حسين الأحمر.. وعضو في المجلس الوطني الذي يجمع محمد عبداللاه القاضي والأحمر وصخر الوجيه ومحمد دماج وعلي عشال وعشرات الأسماء الأخرى.. وفي المجلس الوطني لقوى الثورة، الذي يرأسه باسندوه، ويجمع الشيح ناجي الشايف بالشيخ صادق الأحمر وغيرهم.. وفي اللقاء المشترك، الذي لازال لقاء، لكنه صار بعيداً جدا عن وصف مشترك.. الأهم، لا تنشغلوا بزيارة الدكتور، وتأملوا صور وأسماء عدد مهم من الزوار، يلفتون انتباه أي عارف بشئون مراكز القوة الاجتماعية في طول البلاد وعرضها.. لا يحجزه "غرضه" عن رؤية الحقائق كما هي لا كما يريد.. اقرأوا التطورات بشكل صحيح، لكي تواصل اليمن تحولها الإيجابي للأمام.. شاء من شاء، وأبى من أبي.. المشترك، مثله مثل المؤتمر الشعبي الذي يرأسه علي عبدالله صالح، وجميعهم كغيرهم من القوى السياسية أو العسكرية أو القبلية، وكلها سياسية، شركاء التأثير في حاضر ومستقبل هذه البلاد.. فلتكن الشراكة دافعة للتحول، بدلا من أن تصبح شراكة في الاتجاه نحو الهاوية.. حين سنسقط، لن يكون مهما من هي اليد التي أوقعتنا أولا.