هو عنوان قصيدة كتبتها في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي ونشرتها في مجلة اليمن الجديد، وهي مجلة ثقافية أدبية شهرية كانت تصدر عن وزارة الإعلام. أيامها كانت صنعاء مدينة نظيفة خالية من المطبات.. ومع إعلان الوحدة والديمقراطية والتعددية الحزبية والسياسية تعددت المطبات وانتشرت مثل الجُدري في شوارع وأزقة وأحياء العاصمة، حتى لقد غدت المطبات هي أداة التعريف لرجالات وشخصيات اليمن البارزة. فحيثما يوجد مطب فمعنى ذلك أنك أمام منزل شيخ أو وزير أو زعيم حزب أو عضوٍ في برلمان أو شخصية هامة في السلطة أو المعارضة. وكانت المطبات هي ما يميز بيوت ومنازل هؤلاء عن بيوت ومنازل غيرهم من المواطنين. وعند أول انتخابات نيابية دخلت المطبات في المعركة الانتخابية فكان كل مرشح يبدأ أولى خطوات الترشيح بعمل مطب أمام بيته ويعلن عن نفسه كمرشح من خلال المطب. ونفس الشيء يفعل المنافس له في نفس الدائرة يبدأ أولى خطواته بعمل المطب المعاكس فصار لكل مطبٍّ مطبٌّ مضاد مساوٍ له في القوة ومضاد له في الاتجاه. واليوم عندما نتأمل في حال اليمن وفي حال الوطن ونتلفت جنوباً وشمالاً يميناً ويساراً يتملّكنا شعور بالحزن وبالأسى. لقد وُعِدنا عند قيام الوحدة والتعددية بيمنٍ موحدٍ وقوي وبوطنٍ يتسع للجميع وإذ بنا اليوم نقيم في الوطن المطب.