متابعات طرح كثيرون تساؤلات هامة حول أسباب وفاة اللواء عمر سليمان مدير جهاز المخابرات ونائب رئيس الجمهورية المصري الأسبق، وحول ما اذا كانت أسباب هذه الوفاة طبيعية أم أن وراءها شبهة جنائية. مازال الغموض يلفّ أسباب وفاة اللواء عمر سليمان مدير جهاز المخابرات المصري ونائب الرئيس السابق، وحقيقة مرض "داء النشواني" الذي كان سببًا في وفاته. ويأتي هذا وسط تكهنات من جانب البعض أن تكون الوفاة غير طبيعية، مما استدعى بعض المحامين إلى رفع دعاوى قضائية تطالب بتشريح الجثة. وللوصول إلى حقيقة وفاة اللواء عمر سليمان، أجرت "إيلاف" حواراً مع الدكتور فخري صالح، كبير الأطباء الشرعيين ورئيس مصلحة الطب الشرعي الأسبق في مصر. يتحدث الجميع الآن عن داء النشواني، ما هي طبيعة هذا المرض؟ هو مرض يؤثر على عمل الأعضاء الحيوية بما في ذلك القلب والكلى، ويعد هذا الداء أحد الأمراض المناعية النادرة، ويعتبره الكثيرون مرضاً مناعياً مجهول السبب، يظهر على شكل أورام حبيبية داخل الجسم، ثم يؤدي إلى ضمور الخلايا، وحدوث قصور في عدة أعضاء من الجسم، ويصنف داء «النشواني» بأنه «وراثي»، وينشأ عن أمراض مناعية معينة، أو ثانوي «مكتسب». هل يسبب هذا المرض الوفاة مباشرة؟ الدكتور فخري صالح، كبير الأطباء الشرعيين ورئيس مصلحة الطب الشرعي الأسبق في مصر لا يوجد لمرض «النشواني» علاج شافٍ حتى الآن، وتختلف الأعراض من إصابة جهاز إلى آخر، فإن أصاب الكلى سيتسبب بالفشل الكلوي، أما الإصابة القلبية فتتسبب في قصور عضلة القلب والأعراض الصدرية وقد يؤدي ذلك إلى وفاة مباشرة بالفعل . قيل أن اللواء عمر سليمان توفي بسبب سكتة قلبية، فهل يكون هذا المرض سببًا وراء ذلك؟ المرض قد يتسبب بقصور عضلة القلب والأعراض الصدرية، فإذا كان اللواء عمر سليمان قد عانى من أزمات قلبية وضعف عضلة القلب من قبل، عندها قد يسبب المرض الوفاة، وكذلك الأمر إذا كانت لديه أزمات في التنفس فالمرض قد يتسبب في ضمور وتلف عضلة القلب، حيث تصبح هشة وضعيفة لا تعالج، ومع ازدياد السن، من الممكن أن يصيب المريض في صورة جلطة في القلب. دارت أحاديث مفادها أن اللواء عمر سليمان كان يعاني من حالة نفسية سيئة مما أثر على وزنه، فهل هذا صحيح؟ الاكتئاب قد يؤدي إلى فقدان المريض الشهية، وبالتالي انخفاض وزنه، ولكن ليس بالصورة الخطيرة، وتأثيره لن يؤدي الى الموت المفاجئ، الأمر الآخر حول تدهور حالته النفسية أمر غير مقنع أيضًا؛ لأن سليمان مهما تعرض لضغوط عصبية فهو قادر على مواجهتها بحكم وظيفته وتربيته العسكرية، بدليل إقباله على الترشح في الانتخابات حيث كان بصحة جيدة. هل أصيب اللواء عمر سليمان بداء النشواني بشكل مفاجئ؟ المرض الذي يصيب أكثر من عضو في الجسم لا يتم اكتشافه بشكل مفاجئ، كما قيل في حالة عمر سليمان، حيث قالت أسرته إنه أجرى فحوصات طبية فتم اكتشاف المرض، هذا الكلام ليس علميًا وغير مقنع، خاصة أن أحد أعراض داء النشواني هو نقص المناعة، وهو مرض لا يتم اكتشافه فجأة، حيث أن نقص المناعة لابد أن تكون له أعراض سابقة وسليمان لم يتردد من قبل أحاديث عن تعرضه لأمراض خطيرة وكان أكثر نشاطًا في الانتخابات، الأمر الآخر هو أن اللواء عمر سليمان رجل عسكري ورياضي، ومستشفى المخابرات يملك الأجهزة المخولة الكشف عن أي مرض، وبالتأكيد اللواء عمر سليمان كان يتردد على ذلك المستشفى. يفهم من حديثك أن هناك غموضاً وراء وفاة نائب الرئيس السابق. هناك حالة غموض حول وفاة نائب الرئيس السابق، وهو الأمر المرتبط دائمًا بوفاة الزعماء مثل جمال عبد الناصر وشاه إيران وغيرهما، ومن غير المنطق أن يكون المرض قد تم اكتشافه من خلال الفحوصات المخبرية وأنه توفي بسكتة قلبية، حيث لابد أن يكون المريض قد عانى من مشاكل سابقة في عضلة القلب والرئتين، فالوظائف الحيوية لا تصاب فجأة. ومن تتوقع أن يكون وراء قتل عمر سليمان؟ هو شخصية عامة مهمة، سواء أكان في الحكم أو خارجه، وهو مخزن أسرار مصر. لا أهمية للتوقيت ليست له أهمية كي نقول إنه قد ترك المنصب من عدمه، وهناك احتمال أن تكون وراء الوفاة أجهزة مخابراتية أو قوى سياسية في الداخل، تريد إخفاء أسرارها، وربما يكون سبب اللجوء إلى قتل سليمان وصول معلومات بأنه يريد كتابة مذكرات بعد حديثه عن صندوق الأسرار الأسود، كل هذه الأمور واردة . وما هي المادة السامة التي يتوقع أن تكون قد استخدمت لقتل عمر سليمان بهذا الشكل المفاجئ؟ يعتقد الدكتور فخري صالح أن الأسباب المعلنة لوفاة سليمان غير مقنعة هناك مواد سامة كثيرة ولكن المادة التي تؤثر على كل الأجهزة في وقت واحد هي المواد المعدنية. هل تثير الوفاة الغامضة الحاجة إلى تشريح الجثة؟ بالفعل نحتاج للوصول إلى الحقيقة، تشريح الجثة عن طريق أخذ عينات معملية وكيميائية يتم الكشف عليها. أولا لا بد من الاطلاع على الملف الطبي لنائب الرئيس منذ عامين أو ثلاثة على الأقل، ويمكن للطب الشرعي اكتشاف الوفاة بسهولة حتى لو تمت عن طريق مواد سامة أو غازات . هناك دعاوى قضائية تطالب بتشريح الجثة فهل تتوقع النظر فيها؟ من يملك حق طلب تشريح الجثة، هما الأسرة والنيابة العامة، في حال رأت أن هناك شبهة جنائية في الوفاة، أما دون ذلك، فلا يحق لأحد من المواطنين مهما كان أن يطالب بالتشريح، إلا في حالة واحدة وهو أن يكون المتوفي شخصية عامة لايزال في منصبه مثل رئيس الوزراء أو رئيس الدولة، فمن حق المواطن طلب تشريح الجثة لمعرفة سبب وفاة رئيسه باعتباره يهم كل الشعب.