أثارت تصريحات قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان حول الكويت جدلا واسعا في داخل الكويت وخارجها ، عبر الصحف المحلية مثلما في شبكات التواصل الاجتماعي . ومثلما عد البعض تصريحات خلفان بأنها استفزازية ، وتدخلا في شؤون الكويت الداخلية ، فان البعض الاخر عدها اقترابا من الحقيقة ووضعا للإصبع على الجرح ، وصراحة يحتاج لها البلد في هذه المرحلة . وكانت صحيفة الوطن الكويتية نشرت ( تغريدة ) قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان على تويتر ،تقول " مقام الكويتي أكبر من أن يهرول في الشارع شاكياً باكياً في الوقت الذي توجد فيه ساحة برلمان واسعة للغاية ، وكويت بلا إخوان ستكون من آمن الأوطان" . وفي هذا الصدد يشير الكاتب سعود هلال الحربي ان تؤمل ما قاله خلفان ، "يوجِب النظر الى شخصية الرجل من زاوية موضوعية وذاتية". يتابع الحربي " الجانب الموضوعي يتعلق بطبيعة عمله، فهو رجل عسكري لم يعمل في المجال الديمقراطي وهذا ليس عيبا فهذه طبيعة العسكرية ولا يدرك تماما مفهوم الحرية والتعبير بالشكل المطلوب، أما الجانب الشخصي فيبدو أنه محب للظهور لذلك نجده يتصدى لقضايا كثيرة ويثير حوله ردود أفعال علما بأن عمله يتطلب السرية والصمت والعمل في الخفاء، هذا عدا أنه كان يمسك بزمام جهاز حساس وهذا يعني أنه جزء من النظام بما يعني عدم قبوله بأي فكرة تخالف ما هو فيه، وهذا أيضا لا عيب فيه ان كان هناك احترام لسلوك الآخرين". ويزيد الحربي القول في مقاله في جريدة الوطن الكويتية "أما ما يخص ردود أفعالنا في الكويت فهي كالعادة نارية وقاسية في بعض جوانبها والأهم حديثنا بعدم التدخل بشؤوننا" . وينتقد الحربي جدال الكويتيين وإقحام ( انفسهم ) في الكثير من القضايا الدولية والاقليمية ، فيدون " لماذا لا نعترف أننا نحن نتدخل ونعلق ونهاجم بل نتصارع في ما بيننا من أجل دول أو شعوب أخرى، فهل نتعلم الدرس وندرك أثر السفسطة وحب الجدل فينا، أتمنى ذلك أما تصريحات خلفان فهي في طريقها للنسيان". ويدعو الحربي الى "وضع ضاحي خلفان في مكانه الطبيعي" ، فيكتب " والصحيح كونه مسؤولا أمنيا وبرز اسمه في وسائل الاعلام بُعيد اغتيال محمود المبحوح ثم تعليقه على الانتخابات المصرية ورأيه في الاخوان ثم جاء الدور على الكويت، وان كانت قضية المبحوح هي الأساس في ظهوره الاعلامي وهجومه بل واتهامه الصريح للموساد الاسرائيلي منذ البداية، حيث ظهر في المحطات الفضائية بشكل متكرر ليصرح ويهاجم". ويوجّه مبارك بن شافي الهاجري سؤالا الى الكويتيين فيما اذا أحد " يرضى أن يوصف بعض أبناء بلده بأنهم أبناء شوارع" ، مشيرا الى ان هذا الوصف الذي جاء على لسان أحد رجالات الخليج، الذين نكن لهم كل احترام، "يصيب النفوس بالألم " . يقول الهاجري " للفريق ضاحي خلفان وجهة نظر يحاول ترجمتها من خلال عمله على كشف أوراق بعض الجماعات، التي تحاول المساس بأمن الخليج واستقراره.ومن وسائله في ذلك التويتر، الذي يتابعه الملايين من الناس على مختلف المستويات العلمية والفكرية والعمرية والأخلاقية". ويستطرد " أثارت بعض تغريداته الأخيرة في ما يتعلق بدعوة بعض الجماعات السياسية عندنا في الكويت الناس للخروج الى الشارع للتظاهر استياء وغضب البعض، وعتب البعض الآخر.وهو استياء مبرر، وعتب مشروع، لكن الغضب لا مبرر له". ولا يمكن بحسب الهاجري اتهام الفريق ضاحي بالعداء لأهل الكويت، مشيرا الى " رفضه الخروج للشارع ينطلق من وعيه بخطورة هذا الخروج. وينبع من حبه الصادق للكويت، الذي لن يغيره عنده صراخ البعض، ممن ينتقدونه ويعارضون توجهاته، ويخافونه، بعد ان كشف أوراق الجماعات التي تحاول المساس بأمن الخليج". لكن الهاجري في ختام مقاله في صحيفة الوطن الكويتية يرى ان "المطلوب من الفريق ضاحي، ان يقلل من تغريداته، وينشغل بالعمل الجاد، الذي من شأنه ان يحمينا ويحمي الخليج من طمع الطامعين".