نجحت المصارف السعودية في استثمار 172.5 مليار ريال في الخارج بنهاية شهر مايو الماضي، هي الأعلى في تاريخها على الإطلاق، وتعادل هذه الاستثمارات 10.5% من ودائع المصارف، والتي تقدر ب 1.65 تريليون ريال، و7.8% من موجوداتها، والتي تعادل 2.2 تريليون ريال، و62% من موجوداتها الأجنبية، وتقدر ب277.7 مليار ريال. ووفقا لتحليل خاص لوحدة التقارير الاقتصادية في صحيفة "الاقتصادية"، رفعت المصارف السعودية استثماراتها في الخارج بنسبة 29%، ما يعادل 38.7 مليار ريال خلال عام، حيث كانت 133.8 مليار ريال في نهاية مايو 2014. كما رفعت المصارف استثماراتها الخارجية بنسبة 1% لتصل إلى 917 مليون ريال خلال شهر، حيث كانت 171.6 مليار ريال بنهاية أبريل 2015. وتلجأ المصارف السعودية إلى الاستثمار في الخارج لعدة عوامل، الأول تنويع قاعدة السيولة النقدية لدى المصارف السعودية. ثانيا، تحقيق عوائد من ودائع العملاء المودعة لديها، وهي عوائد أقل من المحققة من خلال الإقراض سواء للشركات أو الأفراد محليا، إلا أنها ذات مخاطر أقل إضافة إلى توفير العملة الأجنبية التي تحتاج إليها في تعاملاتها، وثالثا تسعى المصارف إلى تنويع إيرادات من مصادر مختلفة من حيث النوعية والمخاطرة. وعن تطورها الشهري خلال العام الأخير، سجلت استثمارات المصارف السعودية في الخارج أعلى ارتفاع شهري في القيمة خلال شهر نوفمبر 2014، بعد أن أضافت 11.1 مليار ريال، لترتفع إلى 162.6 مليار ريال، مقابل 151.6 مليار ريال خلال أكتوبر من نفس العام، بنسبة ارتفاع 7%. فيما سجلت تراجعين فقط خلال العام الأخير، هما شهر سبتمبر 2014، البالغ 147.2 مليار ريال، متراجعة بشكل طفيف للغاية عن مستويات أغسطس من نفس العام، ثم تراجعت في ديسمبر 2014، إلى 161.2 مليار ريال، بنسبة 1% ما يعادل 1.4 مليار ريال، مقارنة بشهر نوفمبر من نفس العام البالغة 162.6 مليار ريال. وأظهر التحليل، تضاعف استثمارات المصارف السعودية في الخارج بنحو أربع مرات خلال 22 عاما، حيث كانت 42.9 مليار ريال عام 1993، فيما قفزت إلى 172.5 مليار ريال في مايو 2015. وخلال الفترة من عام 1993 حتى نهاية 2014، تراجعت استثمارات المصارف السعودية في تسع سنوات، فيما ارتفعت خلال 12 عاما. وسجلت المصارف أعلى مستوى من التراجع السنوي في القيمة خلال عام 2008 بالتزامن مع الأزمة العالمية التي دفعت الجميع إلى التحفظ في الاستثمار، لذا تراجعت استثمارات المصارف السعودية خلال هذا العام بقيمة 16.6 مليار ريال، لتنخفض الاستثمارات إلى 64.9 مليار ريال، مقابل 81.5 مليار ريال خلال عام 2007، بنسبة تراجع 20%. على الجانب الآخر، سجلت استثمارات المصارف السعودية في الخارج، أعلى ارتفاع سنوي في القيمة خلال عام 2009، لتبلغ 112.3 مليار ريال، مقابل 64.9 مليار ريال في عام 2008، مرتفعة بقيمة 47.5 مليار ريال، ونسبة 73 في المائة، نتيجة طبيعية بعد تراجعها لأدنى مستوياتها خلال الأزمة العالمية 2008، ما جعل القفزة كبيرة في العام التالي.