بدأت جماعة أنصار الله الشيعية تستشعر الخوف من فقدان سيطرتها على صنعاء مع بروز إصرار عربي كبير على تحرير العاصمة اليمنية من الحوثيين وذلك بتكيفي الغارات الجوية على معاقل المتمردين والدفع بقوات برية إلى مأرب في مؤشر على قرب الحسم العسكري، وهو ما جعل العديد من القيادات الحوثية تغادر الى صعدة تزامنا مع مغادرة السفير الإيراني ودبلوماسيين إيرانيينلصنعاء. وتحدثت مصادر في العاصمة صنعاء عن مغادرة سفير ايران في ظل عمل متواصل وتجهيزات حثيثة من قبل التحالف العربي لمعركة تحرير صنعاء القادمة وأوضحت “أن السفير غادر الاثنين بعد تسريبات إعلامية بأن السفارة الإيرانية في صنعاء غدن غرفة عمليات عسكرية يديرها السفير نفسه وأعضاء في السفارة. ويرى مراقبون أن خروج القيادات الحوثية من صنعاء مؤشر على أن الجماعة الشيعية ليست قادرة على مواجهة التحالف عسكريا، وأنها ترتب للتموقع في صعدة بدل تلقي خسائر بشرية هائلة في العاصمة اليمنية. وأكد هؤلاء أن العدوان الحوثي على الجنود الإماراتيين والبحرينيين والسعوديين قوى عزم التحالف العربي على التسريع بحسم معركة العاصمة، وهو ما لم تتوقعه الجماعة الشيعية. ونفت الخارجية الإيرانية الأنباء التي تحدثت عن غلق السفارة الإيرانية في صنعاء، وأكدت أن أنشطة السفارة تتواصل بصورة طبيعية. ونقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية الخارجية "هذه مجرد شائعة وأنشطة السفارة الإيرانية في صنعاء تتواصل بصورة طبيعية ، وقد عاد السفير الإيراني سيد حسين نيكنام إلى البلاد الاثنين لقضاء إجازته السنوية". ويرى محللون أن إيران تحاول التكتم عن السبب الحقيقي لمغادرة سفيرها لطهران مع إدراكها لحجم الجهود العسكرية العربية لتحرير العاصمة. وأكد متابعون أن ضربات التحالف الجوية أضعف قدرات الحوثيين العسكرية ودمرت مخازن أسلحتهم لذلك من الطبيعي أن يكونوا غير قادرين على مواجهة القوات العربية والمقاومة الشعبية في العاصمة. وكانت تصريحات خليجية قد اتهمت إيران صراحة بدعم ميلشيا الحوثي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة. في حين ذكرت وكالة أنباء إيرانية “أن حلفاءهم في اليمن في إشارة للحوثيين ما تزال لديهم القدرة على ضرب عواصم خليجية بأسلحة بالستية. يذكر أن سفارة إيران لم تغلق أبوابها في العاصمة صنعاء بعد الانقلاب الحوثي على مؤسسة الدولة في 21 سبتمبر/ايلول وظلت تزاول أعمالها وسط اتهامات من الحكومة اليمنية بأن عمل السفارة في صنعاء غير مرغوب فيه. وذكرت تقارير اخبارية الثلاثاء إن التحالف الذي تقوده السعودية أرسل عشرة آلاف جندي لليمن في مؤشر فيما يبدو على عزمه على هزيمة قوات الحوثيين المتحالفين مع إيران بعد أن قتلوا 60 جنديا على الأقل من دول عربية بالخليج الجمعة. وكثف جيران اليمن ضرباتهم الجوية على العاصمة صنعاء الثلاثاء ويأملون في شن هجوم شامل قريبا على المدينة التي سيطر عليها الحوثيون العام 2014. وبعد ان نجحت القوات الموالية لهادي بدعم جوي وبري من التحالف، من استعادة السيطرة على عدن، كبرى مدن الجنوب، وعلى غالبية جنوب البلاد، تتجه الانظار لمعركة مرتقبة لتحرير صنعاء في الشمال، وتتركز المواجهات حاليا في منطقة مأرب، وهي البوابة الغربية لصنعاء، وفي تعز، البوابة الجنوبية الغربية.