قال أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، إن الدول العربية تواجه تحديات داخلية وخارجية ممنهجة، وحان الوقت لتفعيل القرارات بشأن مكافحة الإرهاب، وعلى إيران عدم التدخل في الشأن العربي. وأضاف قرقاش، خلال انطلاق أعمال الدورة ال144 للجامعة العربية، أن حملة الإغاثة لليمن جمعت نصف مليار درهم إماراتي، وعلى الحوثيين تطبيق القرار 2216 لعودة الاستقرار والأمن إلى اليمن. وأكد أن أزمة اللاجئين تتطلب حلا جذريا للأزمة السورية، كما يجب حل الأزمة السورية بما يحفظ كيان الدولة والمؤسسات ووفق مقررات جنيف. وقال قرقاش: إن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة العربية يتطلب منا العمل الجاد والمتواصل لإنهاء كافة الأزمات التي نواجهها"، مؤكدا في هذا الصدد مجدداً على رفض دولة الإمارات العربية المتحدة لاستمرار الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، ونطالب باستعادة السيادة الكاملة على هذه الجزر، مشددا على أن أن جميع الإجراءات والتدابير التي تمارسها السلطات الإيرانية تخالف مبادئ ميثاق الأممالمتحدة، وقواعد القانون الدولي وكافة الأعراف الدولية. وجدد قرقاش الدعوة إلى المجتمع الدولي لحث إيران على التجاوب مع الدعوات السلمية الصادقة والمتكررة لتحقيق تسوية عادلة لهذه القضية إما عبر المفاوضات المباشرة الجادة بين البلدين أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية للفصل فيها وفق مبادئ ميثاق الأممالمتحدة وأحكام القانون الدولي. وأكد قرقاش ضرورة العمل المتواصل والجاد الذي يحقق ويصون وحدة تراب اليمن واستقلاله السياسي، ومن هنا فإننا نطالب المتمردين الحوثيين بالانصياع لكافة القرارات الدولية ذات الصلة وتنفيذها، خاصة قرار مجلس الأمن رقم (2216)، وقرارات جامعة الدول العربية الصادرة عن اجتماع القمة العربية رقم (26) في شرم الشيخ، والتي طالبت جميعها بضرورة انسحاب قوات وميليشيات المتمردين من كافة المدن اليمنية، وتسليم الأسلحة الثقيلة إلى السلطة الشرعية، وعدم إعاقة عمليات الإغاثة الإنسانية والإبقاء على القنوات الرئيسية عبر الموانئ والمطارات لدعم الجهود الإنسانية لمواجهة الظروف المقلقة هناك، والقبول بالمرجعيات السياسية المعتمدة دولياً، مع دعمنا الكامل لمخرجات الحوار الوطني لإنهاء الأزمة اليمنية تحت رعاية فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي. وأكد قرقاش في الوقت ذاته دعم جهود مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 والتوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية ، مشيرا في هذا الصدد، إلى أن دولة الإمارات ملتزمة بتقديم كافة أشكال المساعدات للشعب اليمني الشقيق بدءاً من تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية وصولاً للمساعدة في بناء مؤسسات الدولة حتى يتحقق الأمن والاستقرار والنماء في ربوع اليمن الشقيق. ونوه قرقاش إلى أنه تعزيزاً للدور الإنساني الذي تضطلع به دولة الإمارات حاليا لتخفيف المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب اليمني، ومساندة الأشقاء اليمنيين على تجاوز ظروفهم القاسية، أطلقت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مؤخراً حملة كبرى تهدف إلى الوقوف إلى جانب الشعب اليمني ومد يد العون والمساعدة له لتمكينه من التغلب على الأوضاع الصعبة التي يعيشها، وقد انطلقت الحملة تحت شعار "عونك يا يمن"، وتمتد لمدة شهر لمساعدة 10 ملايين يمني تأثرت أوضاعهم نتيجة الأزمة الحالية لحشد الدعم لصالح برامج ومشاريع هيئة الهلال الأحمر الموجهة للمتأثرين من الأحداث في اليمن وتخفيف معاناتهم. وقد استطاعت هذه الحملة أن تجمع ما يزيد على 500 مليون درهم خلال الأيام القليلة الماضية. وأكد أن المبادرات المتواصلة التي تتبناها الإمارات قيادةً وحكومةً وشعباً تجاه الأشقاء في اليمن تجسد إيمانها التام بأن الوقوف إلى جانب اليمن ليس خياراً بل هو ضرورة لا غنى عنها وهو الأمر الذي يعد من ركائز السياسة الخارجية الإماراتية. ونوه في هذا السياق بدور المملكة العربية السعودية الشقيقة بقيادة خادم الخرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز التي بادرت بحشد التحالف العربي للتصدي للتمرد الذي قام به الحوثيون وحلفائهم ضد أمن وسلامة ووحدة أراضي اليمن الشقيق، وأن الدور السعودي في هذا الصدد إنما ينبثق من الإيمان بتكامل الأمن العربي في هذه المنطقة الهامة من العالم العربي والوقوف أمام محاولات التدخلات الخارجية في مقدرات الشعب اليمني وإثارة الحروب الطائفية بين أبناء الوطن الواحد. وأكد قرقاش أن دماء الشهداء الأبرار الذين سقطوا دفاعاً عن الحق والعدالة والشرعية في اليمن لن تذهب سدى بل سيزيدنا ذلك إصراراً وثباتاً على نهجنا، ضمن إطار قوات التحالف العربي، لإزالة الظلم ونصرة الشعب اليمني الشقيق وإحقاق رسالة الحق والعدل لإنقاذ اليمن من قبضة المليشيات المتمردة التي انقلبت على الشرعية وعاثت فساداً وتخريباً في ربوع اليمن.