- قالت مصادر مالية في صنعاء أن محمد بن همام محافظ البنكالمركزي، أجرى مراجعات عاجلة للمعاملات المالية لمؤسسات الدولة بعد انهيارالعملة المحلية أمام العملات الأجنبية خلال الفترة الماضية، بسبب تدخلالانقلابيين في عمل المصرف المركزي، وهو ما تسبب في تأخر صرف رواتب موظفيالدولة، جراء «الفوضى المالية». وكشف مصدر مالي رفيع، طلب إخفاء هويتهلأسباب أمنية وفقا لصحيفة الشرق الأوسط، عن أن لقاءات جرت - أخيرا - بين قيادة البنك المركزيومسؤولين من وزارة المالية الخاضعة للميليشيات الحوثية مع المؤسساتالحكومية لتوقيع اتفاق يقضي بصرف رواتب الموظفين حتى مارس (آذار)، ووقفجميع الاعتمادات والتعزيزات المالية الأخرى المرتبطة بالمكافآت والإضافي،وأكد المسؤول أن بن همام أوقف صرف مرتبات أكثر من 50 مؤسسة من المؤسساتالمدعومة من الدولة في القطاع الاقتصادي، فيما صرفت رواتب بعض الوزارات. وكانت الميليشيات، قد تسببت خلال الفترة الماضية في أزمة اقتصادية، أدت إلىشلل المؤسسات الحكومية والخاصة، وهروب رجال الأعمال إلى الخارج، واعتقلالكثير منهم خلال الأسابيع الماضية بسبب انهيار العملة المحلية أمامالعملات الأجنبية.
وأقاد المسؤول بوجود «فوضى مالية» في قطاع المصرف المركزي، بسبب ارتكابالميليشيا مخالفات قانونية في المعاملات المالية، خلال فترة غياب محمد بنهمام محافظ البنك المركزي، الذي عاد إلى صنعاء بعد غياب دام شهرين ونصفالشهر، حيث جرى التلاعب في الأبواب الخاصة بالاستثمار والمستحقاتوالمكافآت، وهو ما دعا بن همام إلى عقد لقاءات عاجلة مع مديري المصارفالحكومية والأهلية، ووزارة المالية لمراجعة الوضع المالي، وبحث كيفية وقفانهيار العملة، وتحييد المصرف المركزي والمعاملات المالية عن أطراف الصراع. وذكر المسؤول أن كثيرا من المؤسسات الحكومية كانت تتعامل مع البنك المركزيفيما يعرف بالسحب على المكشوف، وهو مصطلح اقتصادي يعني سحب الجهة أوالمؤسسة سيولة نقدية من البنك يفوق رصيدها المالي، ولفت المسؤول المالي إلىأن البنك المركزي يعاني من أزمة سيولة مالية بسبب قلة الموارد والإيرادات،ما منع أكثر من مليون موظف في مؤسسات حكومية من الحصول على مستحقاتهمالمالية المرتبطة بالمكافآت والإضافي، فضلا عن مضاعفة معاناتهم جراء تأخررواتبهم في كثير من الشهور الماضية. وتقلد بن همام منصب محافظ البنكالمركزي منذ 21 أبريل (نيسان) 2010. واستمر حتى أغسطس (آب) 2015، بعد سيطرةالميليشيات على صنعاء، ونقضها للاتفاق معه حول عدم تدخلها في عمل البنك،وبعد مرور شهرين ونصف الشهر عاد إلى صنعاء بصورة مفاجئة بعد أن انهارالريال اليمني أمام العملات الأجنبية ووصل سعر الدولار الأميركي إلى 280ريالا يمنيا بعد أن كان سعره 215 ريالا، والريال السعودي إلى 72 ريالايمنيا بعد أن كان سعره 57 ريالا يمنيا، وهناك أنباء عن تدخل دولي من صندوقالنقد الدولي والأمم المتحدة قضت بعودة بن همام إلى عمله لمنع انهيارالمصرف المركزي اليمني.
وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي، قد عين منصر صالح القعيطي وزيرا للماليةمنتصف الشهر الماضي، خلفا للوزير السابق محمد زمام الذي استمر في مزاولةعمله تحت حكم الميليشيات الحوثية وقوات صالح.