ما حد يعرف قيمة قريته وارض ابيه في الريف الا لما تقرح الحرب ويضطر ينزح من المدينة ، ثلاثة ارباع النازحين قدهم مشارعين هذا بعد جربة وهذا بعد مترين ورثهم من امه وغيره ذكر ان معاهم ارض صغيرة من ايام محواش السابع عشر غاب عنها ثلاثين سنة ولما قرحت الحرب رجع يدورها لقيها وقد اصبحت طريق او مقبرة وربما مقلب قمامة اعزكم الله اسعار الاراضي في القرى والارياف ارتفع بشكل جنوني والايجارات كذلك حظيت حتى لو كانت غرف بدائية مسكونة بالجن وتتقاسمها معك الفئران والعناكب آكلة شاربة بدون ايجار والطاقة الشمسية عليك فيه ناس حولوا صبول البقر الى شقق تجدها غدرا مظلمة مثل مغارة فرعونية لم تدخلها الشمس من ثلاثة الف سنة ق م ترقد فيها تحس انك عجل ضيع امه وبين الحين والاخر يباغتك بعوض متحمل رمح وكأنه محارب قادم من غبار الجاهلية فضلا عن فرق مدربة كوماندوز من " البراغيث " تستقبل النازحين بأنياب واضراس حداد للفرزة وتقيم على اجسادهم ولائم لاتنتهي في محل السكن او بالأصح الكتن الامر الذي جعل النازحين يفضلون العودة الى خط النار خصوصا وانهم كل ما نزحوا الى مكان يجدون الطائرات ترافقهم من فوقهم في موكب مهيب والمدافع عن ايمانهم وشمائلهم والطفر والفقر يمشي معهم كظلهم واسعدي يا ارض بلقيس الله يرحم هذا الشعب برحمته قالك هرمنا والله ما هرمنا الا احنا يا ابن الذين عطروا قلوبكم بالصلاة على النبي