بقلم / محمد بن ناجي الشايف رحل حكيم اليمن رحل رجل الدولة الفذ رحل داعية السلام والمدنية رحل عميد السياسيين في اليمن رحل الدبلوماسي المخضرم رحل داهية اليمن وابنها البار رحل رجل الاقتصاد والادارة رحل المثقف والمفكر والانسان رحل الجمهوري القومي الليبرالي رحل الدكتور عبدالكريم الارياني تاركا خلفه فراغا كبيرا لايمكن ان يسده رجل غيره .. صاحب مسيرة طويلة حافلة بالانجازات والعطاء اللامحدود .. ومهما قيل في حقه فلن تنصفه الكلمات وان سطرت في مجلدات .. رجل التسامح الذي لايعرف الحقد طريقا الى قلبه .. احترمه الخصوم قبل الاصدقاء .. بسيط .. ودود .. لين القول في طرحه و تعامله .. شجاع .. قوى .. صلب في الدفاع عن قضايا وطنه ومواجهة الافكار الارهابية والمتطرفة الهدامة.. فطن .. صاحب بديهة وحدس ووفاء فطري نادر للوطن و مبادئ الجمهورية والثورة والوحدة .. نبه من دعاة الامامة الجدد و خطورة مشروعهم الطائفي والسلالي منذ وقت مبكر .. وقاتل في سبيل الوطن واهداف الثورة اليمنية السامية حتى آخر رمق في حياته . عاش شامخا .. ومات واقفا .. ناضل في سبيل مبادئ وقيم والتحرر والحداثة وبناء دولة القانون والمؤسسات والمواطنة المتساوية , باغته الموت وهو في المعترك شاهرا سيف الشرعية في وجه قوى التخلف والجمود .. بصماته واضحة في مختلف مراحل ومنعطفات اليمن خلال العقود الاخيرة .. ان جالسته لا تمل الإستماع له وكأنك تقرأ كتابا شيقا وممتعا .. بل تنهل من مدرسة السياسية والدبلوماسية والادارة والاقتصاد والتنمية والتخطيط ..
عشق اليمن تربة وشعبا وتاريخا وحضارة .. دعم مشاريع التنقيب على الأثار والكشف عن اسرار وعظمة الحضارة اليمنية القديمة .. تغني وترنم وتغزل بمعين وسبأ وقتبان .. ينتشي شموخا وعزة وهو يسرد تاريخ براقش والسوداء والبيضاء وكمنا .. لا يتحدث عن منطقة في اليمن الا وتجده يعرفها اكثر من اهلها . قاد مشروع التعريف بجزيرة سقطرى وما تملكه من فراده وتنوع بيئي الى العالم حتى غدت مقصدا سياحيا يأتيها الزوار من اصقاع العالم . رحل الارياني .. وترك فينا الما كبيرا .. والعزاء الوحيد هو السير على دربه واقتفاء مواقفه الوطنية والقومية .. ونعاهده على السير على نهجه. ودعنا جسدا .. لكن روحه مازالت حاضرة تحلق في ارجاء اليمن التي عشقها وافنى حياته من اجلها .. نعزي انفسنا اولا .. ونعزي ال اريان .. واسرة الارياني الكبيرة اليمن . رحمه الله .. وتغمده بواسع رحمته