العرب : دفع الحوثيون بسرعة ثمن خرقهم للهدنة التي تم الاتفاق عليها برعاية الأممالمتحدة، ونجحت القوات الموالية للشرعية في استعادة مدينة حزم عاصمة محافظة الجوف وتحقيق تقدم نوعي على جبهة مأرب في خطوة قد تغير مجرى المعارك. ويتزامن هذا التطور النوعي مع مواصلة الحوثيين السعي إلى تعطيل مفاوضات جنيف وعدم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه مساء الخميس خاصة مسألة السماح بدخول المساعدات إلى مدينة تعز المحاصرة، وكذلك رفض الكشف عن مصير المعتقلين السياسيين والعسكريين.
وغاب وفد الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح عن الجلسة الصباحية ليوم أمس ثم عادوا مساء تماما مثلم يوم الخميس، في خطوة تكشف عن أن حضورهم إلى سويسرا لم يكن يهدف إلى الوصول إلى حل للأزمة، وأنهم يريدون فقط تسجيل حضورهم حتى لا تصنفهم الأممالمتحدة معارضين للحل وتسلط عليهم عقوبات.
ووجه الإعلام الحوثي وبعض أعضاء الوفد المشاركين في المفاوضات أصابع الاتهام إلى الأممالمتحدة بالانحياز بسبب “عدم قدرة المنظمة الدولية” على تثبيت وقف إطلاق النار، كما قال المتحدث باسم الوفد محمد عبدالسلام.
ويشترط الوفد الحوثي وقفا تاما لإطلاق النار عند الحدود الحالية، ما يعني تثبيت وضعهم العسكري وإفراغ المفاوضات من محتواها بالقفز على القرار الأممي 2216 الذي يفرض عليهم الانسحاب من المدن وبينها صنعاء والبدء بتسليم أسلحتهم الثقيلة للدولة.
وردا على سؤال حول مدة المحادثات، قال المتحدث باسم الاممالمتحدة أحمد فوزي إنه "لا يمكن التنبؤ بهذا الأمر"، “لافتا إلى أنه كان من المتوقع أن تستمر المحادثات المفتوحة لأسبوع على الأقل "لكن يمكن أن تنتهي في أي وقت".
وأكد أن المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن اسماعيل ولد شيخ أحمد "يبذل جهدا كبيرا للتقريب بين الجانبين في القضايا الجوهرية".
أحمد فوزي: يمكن أن تنتهي محادثات سويسرا في أي وقت وبالتوازي مع تعطيل المفاوضات، أجج المتمردون المعارك بعد خرقهم للهدنة على أكثر من جبهة، ما دفع بقوات الشرعية إلى الرد بقوة.
وتمكن الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية من تحرير مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف في ما يعد تحولا بارزا ومهما في مسار الصراع بين الشرعية والمتمردين.
ووفقا لمصادر “العرب” من محافظة الجوف فقد قامت طلائع من الجيش الوطني بتحرير معسكر لبنات الاستراتيجي وهو الأمر الذي أفضى إلى فتح الطريق أمام استعادة عاصمة الجوف بعد فرار ميليشيا الحوثيين وقوات الرئيس السابق.
وقالت المصادر إن الجيش الوطني مازال يلاحق بعض جيوب المتمردين في المناطق القريبة من حزم الجوف بغرض تأمينها بشكل كامل.
وتأتي هذه التطورات الميدانية المهمة بعد ساعات فقط من قيام الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بالسيطرة على معسكر ماس الذي كان يعد أكبر معسكرات الحرس الجمهوري التابع للرئيس السابق في محافظة مأرب وتأمين المناطق المجاورة بما فيها مفرق الجوف الذي يربط العاصمة صنعاءبمأربالجوف.
ويضع هذا التطور العسكري قوات الشرعية على تماس مباشر مع محافظة صنعاء التي يتوقع أن تنتقل المعارك إليها في الأيام المقبلة في إطار الاستعدادات لمعركة صنعاء التي قال قائد في الجيش الوطني إنها باتت وشيكة.
وقال الصحفي عبدالوهاب بحيبح في اتصال هاتفي مع “العرب” من مناطق مأرب إنه بعد أن خرقت ميليشيا الحوثي الهدنة في مأربوالجوف ردت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وأفضت المعارك إلى استعادة مناطق استراتيجية في جبهات ماس والجفرة وصولا إلى مفرق الجوف الاستراتيجي وأصبحت قوات الشرعية على أبواب صنعاء مباشرة.
وسيطرت القوات الموالية للشرعية على خطوط نقل الطاقة الكهربائية التي تمر بتلك المناطق وعلى الخط الرئيسي الذي يربط صنعاءبمأرب الغنية بالثروات. كما قطعت خط الإمداد ما بين محافظة صنعاءوالجوف.
واعتبر محللون عسكريون تحدثوا ل”العرب” أن هذا التطور يمثل منعطفا مهما في المعركة، إذ يسهل تحرير الجوف والمناطق المتبقية من مأرب وانتقال المعركة إلى محافظة صنعاء في ظل مؤشرات على انخراط عدد من القبائل المحيطة بالعاصمة والتي يطلق عليها “قبائل طوق صنعاء” في المعركة إلى جانب قوات الشرعية الأمر الذي سيعجل بتحرير العاصمة صنعاء.
وقالت مصادر ل”العرب” في محافظة حجة (شمال غرب) إن الجيش الوطني مدعوما بقوات التحالف تمكن من إحكام السيطرة على مدينة حرض الحدودية إضافة إلى ميناء ميدي الاستراتيجي والذي كان الحوثيون يستخدمونه في تهريب الأسلحة.
ويتمتع الجزء الساحلي من محافظة حجة بأهمية بالغة نظرا لقربه من الحدود السعودية إضافة إلى أن السيطرة عليه تقطع أحد شرايين الدعم التي كانت تصل إلى الحوثيين. كما يعد تحرير هذا الجزء الحيوي الممتد من حرض إلى ميناء ميدي بمثابة فتح جبهة شمالية نحو محافظة الحديدة الاستراتيجية إضافة إلى الجبهة من جهة تعز وباب المندب جنوبا.