كثيرة هي الأحداث في اليمن التي سالت فيها الدماء اليمنية الزكية من اجل غايات سياسية حقيرة , وفي المقابل أيضا كثيرة هي الأحداث التي سالت فيها الدماء اليمنية الزكية من اجل الانعتاق من العبودية والظلم والاستبداد والتخلف الرجعي كما حدث في ثورتي سبتمبر وأكتوبر . اليمن خلال عقد مضى تعرض لمؤامرات داخلية وخارجية استهدفت نسيجه الاجتماعي ووحدته الوطنية وسالت دماء المئات إن لم نقل الآلاف من المواطنين والجنود من اجل غايات سياسية لبعض الأحزاب ولبعض الأطراف ولبعض القوى التي لازالت حتى اليوم تتاجر بآلام الناس ومعاناتهم وأحزانهم من اجل الوصول إلى الأهداف المرسومة للاستيلاء الكامل على السلطة والثروة بتواطؤ داخلي وبتعاون خارجي مقيت . لن نسترسل طويلا في الحديث عن أحداث 2011 وما جرى فيها وما حدث فيها وكم هي الدماء الزكية التي سالت في الطرقات والساحات والمعسكرات لأننا بذلك سنظل مشدودين إلى أجواء الأزمة السياسية التي كانت ستعصف بالجميع و بالبلد ككل ... ولكن لا ضير من الحديث والاستنكار الدائم عن تلك الجرائم التي وقعت والقتل الذي حدث ابتداء من جمعة الكرامة إلى أحداث كنتاكي إلى أحداث النهدين ومجزرة السبعين ومجزرتي كلية الشرطة وحي الإذاعة كل هذا القتل وبتلك الوحشية التي لم يرى اليمنيين لها مثيل ولازالت التحقيقات الرسمية حبيسة أدراج النيابة العامة والقضاء اليمني العاجز حتى اليوم في تقديم أي متهم وكشف الحقيقة للشعب وإظهار القاتل الحقيقي كائن من كان بعيدا عن التهم السياسية الجاهزة والتوظيف السياسي والإعلامي المقيت .