صراع التوسع والنفوذ بين الحوثيين وحزب الإصلاح الذي بدأت ملامحه تظهر على السطح في العديد من مدن وقرى ومحافظات اليمن التي يتواجد فيها الطرفين تدعونا جميعا دولة وحكومة وعلماء دين محايدين ومشائخ ووجهاء ومنظمات مجتمع مدني وكتاب وصحافة حزبية وأهلية ومستقلة إلى الوقوف أمام هذا الخطر القادم على امن واستقرار ووحدة الوطن كلا في موقعه وقدرته وتأثيره وإسهامه في التقريب بين الطرفين وجرهم إلى مربع الحوار والسلام والوئام و المواطنة المتساوية بعيدا عن الاستقطابات المذهبية والإيديولوجية والتحريض الطائفي العابر من الحدود لان في ذلك واجب ديني ومصلحة وطنية للجميع . الطموح السياسي لجماعة الحوثيين أو لتجمع الإصلاح إذا كان خالصا لوجه الله وصادقا مع الوطن والشعب ككل نستطيع عندئذ وصفه بالطموح المشروع والمحمود ... ولكن أن ينحرف هذا الطموح إلى غايات أخرى تستخدم الدين أو المذهب أو الطائفة أو القبيلة ستار ووسيله للوصول إلى الأهداف المرسومة فهنا نقع في المحظور الديني والوطني والدستوري خاصة وان على الجميع العمل تحت سقف هذا الدستور الذي يحرم تكوين التشكيلات السياسية أو العسكرية خارج إطار القانون كما هو للأسف الشديد سائد منذ سنوات لدى الطرفين . الأخوة الإصلاحيين للأسف الشديد ملئوا الداخل اليمني والخارج الأجنبي أو الإقليمي ما يشبه الصراخ الإعلامي جراء التوسع الحوثي الذي قد يشكل عقبة كبيرة أمام طموحاتهم السياسية ولهثهم الغير طبيعي للوصول ( الكلي ) إلى السلطة دون مشاركة فاعلة لأي طرف , وهم بذلك بعلمهم أو بدون علمهم بإدراكهم أو بدون إدراك يمارسون سياسة صداميه مع الجميع لن تقودهم في النهاية سوى إلى الفشل وستقود البلد ككل وهنا الأهم إلى الفتنه و الصراع الجديد والمتجدد ... فالحوثيين كجماعة منظمة أصبحوا شئنا أم أبينا طرف فاعل ورقم صعب في المعادلة اليمنية ومحاوله إقصائهم أو إلغائهم محاولة بائسة ولن تجر المحاولين من الداخل أو الخارج سوى إلى الصدام والصراع ومربع العنف والفتنه المذهبية أو الطائفية وهو الشئ الذي لابد أن تدركه جميع الأطراف السياسية الفاعلة في البلد خاصة وان الحوثيين في النهاية مواطنين يمنيين لهم من الحقوق والواجبات ما لأي مواطن أو جماعة أخرى في البلد بصرف النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا معهم في المنهج أو الطريقة أو الأهداف . فقط على الأخوة الحوثيين التوقف عن ملئ الجدران بشعارهم السياسي الدخيل و المستورد المسمى بشعار " الصرخة " ... مع احترامنا وإعجابنا بموقفهم القوي والايجابي تجاه التواجد الأمريكي العسكري في البلد والذي يعكس إحساسهم العالي بالمسؤولية الوطنية تجاه وطنهم وشعبهم ولكن نتمنى فقط أن لا يوظف الأمر كفرصة لنشر أفكاركم وبالخصوص شعارهم سالف الذكر فنحن لا نريد الموت لأمريكا وديننا يدعو دائما كما يعلم الجميع لهداية الآخرين وليس لموتهم وبالتالي نريد من أمريكا أن تدع الشعوب الحرة تقرر مصيرها وتدير شئونها بنفسها دون هيمنة أو تدخل أو وصاية متعددة الأوجه , وفي حالة الاحتلال أو العدوان المباشر لقواتها فمن حقنا جميعا عندئذ وليس الحوثيين فقط الدفاع عن أنفسنا وعرضنا وأرضنا وفق كل الشرائع السماوية والمواثيق والقوانين الدولية..... ونريد من الحوثيين أيضا العودة إلى جذورهم الزيديه الأصيلة والنقية من شوائب التأثيرات الدخيلة التي تستهدفهم من خارج الحدود وتحديدا من إيران وملا للي إيران , ونريد من الحوثيين كجماعة كبيرة ومنظمة ممارسة العمل السياسي بشكل عصري بعيدا عن التأثر والتقليد وبعيدا أيضا عن رواسب الماضي وآلامه وأحزانه ... ونريد في الختام من الطرفين الابتعاد الكلي عن التوظيف الديني لخدمة أهداف سياسية ما , ونريد منهما الاقتراب الحقيقي من الناس ومعاناة الناس وحاجات الناس وواقع الناس ومتطلبات هذه المرحلة الصعبة من تاريخنا والتي تتطلب الوفاق الحقيقي والاتفاق مع التباين والسلام والمحبة بين الجميع ... (({ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } )).. صدق الله العظيم