هبطت أسعار النفط اليوم الخميس مع تحذير منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) من تباطؤ الطلب وبعد أن ألمحت روسيا إلى احتمال التوصل إلى اتفاق هش يتضمن القليل من الالتزامات خلال الاجتماع المقبل للدول المصدرة للخام والذي يهدف إلى وضع حد للتخمة في المعروض. في الوقت ذاته قال بنك جولدمان ساكس إن زيادة إنتاجية النفط الصخري في الولاياتالمتحدة تبقي على "التوقعات الانكماشية" لأسعار النفط إذ تتكيف شركات التنقيب والحفر مع هبوط الأسعار. ومع تلاشي الثقة في الموجة الأخيرة لصعود الأسعار هيأ التجار أنفسهم لمزيد من الهبوط. وانخفض سعر خام القياس العالمي برنت في العقود الآجلة 59 سنتا أو ما يعادل 1.35 بالمئة عن آخر سعر إغلاق إلى 43.59 دولار للبرميل . وانخفض الخام الأمريكي 1.55 بالمئة إلى 41.10 دولار للبرميل. وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك خلال إيجاز إن اتفاقا بشأن تثبيت الإنتاج من المقرر أن يتم التوصل إليه مطلع الأسبوع المقبل سيكون هش الإطار وسينطوي على قدر قليل من الالتزامات التفصيلية. وقال أحد من حضروا الإيجاز في شرح لما صرح به نوفاك "الاتفاق لن يكون صارما في صيغته. إنه يميل أكثر إلى كونه اتفاق جنتلمان ، وقال آخر "لا خطط لتوقيع وثائق ملزمة." إلى ذلك، قالت وكالة الطاقة الدولية اليوم الخميس إن اتفاقا لتثبيت إنتاج النفط بين المنتجين من داخل منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وخارجها في اجتماع الدوحة سيكون محدود الأثر على المعروض العالمي من الخام وإنه من غير المرجح أن تستعيد الأسواق توازنها قبل 2017. وقلصت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب العالمي على الخام في 2016 إلى 1.16 مليون برميل يوميا في الوقت الذي توقعت فيه تراجع إنتاج المنتجين المستقلين بواقع 710 آلاف برميل يوميا دون تغير يذكر عن آخر تقرير شهري لها. وقالت الوكالة التي تشرف على سياسات الطاقة في الدول الصناعية إن العالم سيظل ينتج أكثر مما يستهلك من الخام خلال 2016 حتى رغم تسارع وتيرة انخفاض الإنتاج في الولاياتالمتحدة وعدم وصول إنتاج النفط إيران إلى المستويات المتوقعة. إلى ذلك، خفضت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الأربعاء توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2016 وحذرت من المزيد من الخفض فيما أرجعته إلى المخاوف بشأن أميركا اللاتينية والصين وهو ما يشير إلى زيادة فائض المعروض العالمي هذا العام. وقالت المنظمة أيضا إن السعودية أكبر مصدر للخام في العالم أبقت إنتاجها دون تغيير في مارسفي علامة على جدية الرياض بشأن خطة من المنتظر مناقشتها الأسبوع القادم لتجميد الإنتاج بهدف دعم الأسعار، بينما ارتفع إجمالي إمدادات أوبك قليلا. وخفضت المنظمة في تقريرها الشهري توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط بواقع 50 ألف برميل يوميا إلى 1.20 مليون برميل يوميا. وعزت المنظمة ذلك أيضا إلى تأثير الطقس الأدفأ وإلغاء دعم الوقود في بعض البلدان. وذكرت أوبك أن "التطورات الاقتصادية في الصين وأميركا اللاتينية تبعث على القلق. ويبدو أن تأثير العوامل السلبية الحالية يطغى على العوامل الإيجابية وربما يشير ضمنا إلى مراجعات بالخفض في تقديرات نمو الطلب على النفط إذا استمرت المؤشرات الحالية في الفترة القادمة." وتوقعت المنظمة انخفاض الإمدادات من خارجها بواقع 730 ألف برميل يوميا في 2016 مقابل انخفاض بواقع 700 ألف برميل يوميا في التقديرات السابقة. وخفضت أوبك توقعاتها للطلب على خامها في 2016 إلى 31.46 مليون برميل يوميا بانخفاض قدره 60 ألف برميل يوميا عن تقديرات الشهر الماضي. وقالت مصادر ثانوية إن أوبك ضخت 32.25 مليون برميل يوميا في مارس/آذار بزيادة قدرها 15 ألف برميل يوميا عن فبراير. كما أشارت أوبك إلى أن السعودية أبلغتها بأنها ضخت 10.22 مليون برميل يوميا في مارس/آذار دون تغير يذكر عن فبراير. ويشير التقرير إلى فائض في الإمدادات قدره 790 ألف برميل يوميا في 2016 إذا ظلت المنظمة تضخ بمعدلات مارس/آذار ارتفاعا من 760 ألف برميل يوميا في تقرير الشهر الماضي.