(الضنك) الحمى التي أضنكت الجميع؛ مازالت تحصد ضحاياها دون توقف، فيما إحصاءات ذاك التوغل القاتل ما زالت مغيبة، أمام التفشي المريع لهذه الحمى.. أخذت عديد جهات مختصة تولي زمام المبادرة، في معالجة الضحايا.. لعل أبرزها (جمعية أصدقاء الدم بمحافظة تعز).. الجمهورية كانت هناك.. وخرجت بالتفاصيل التالية.. أعراض ومعالجات يقول الدكتور محمد سعيد الأغبري أخصائي أطفال وكبار ومساعد بجمعية أصدقاء الدم وطبيب لحالات حمي الضنك: نحن فور وصول الحالات المرضية إلى الجمعية نبدأ بإجراء الفحوصات اللازمة لمعرفة المرض الذي يعاني منه المريض، ونعطي له الإرشادات الخاصة لبدء العلاج والتداوي من هذه الحمى يكون، بتجنب الحركة والامتناع عن تناول القات والسجائر والشيشة ويمنع مركب الفيتامين C والحوامض والحلص والحلقة والليمون والأدوية المهدئة القوية وينصح بتناول الفواكه والعصائر الطازجة والمهدئات العادية والمضادات الحيوية لوقاية المريض من أي أمراض وبكتيريا أخرى قد يصاب بها المريض، وعندما تكون الحالة المرضية شديدة تعطى له المغذيات المحتوية على ملح وجلوكوز ونضع الدرامل بدلاً عن البروفيل لتهدئة ألم المفاصل وللغثيان يعطى فيتامينb6 . - وعندما نواجه حاله مرضية وتشتكي من إعراض حمى الضنك نقوم بتسجيل أعراض المرض ويتم إرساله إلى المختبر لإجراء الفحوصات اللازمة وتقيم مستوى المناعة والصفائح وحين يوجد نقص بنسبة الصفائح فالطبيعي منها ما بين 150 - 400ألف، وحين تنقص نوجه له النصائح الخاصة بذلك وتتضمن أخذ فترة راحة لمدة ثلاثة أيام أو أكثر وحينما تنقص هذه الصفائح بسبب بذل جهد أو غير ذلك، يتم التبرع لهم بصفائح دموية من أشخاص آخرين عندما تنقص الصفائح إلى 20 - 50 وهناك صعوبة بمطابقة الصفائح الدموية، ووصلت عدد الحالات إلى الآن أكثر من 1000حالة ولا توجد حالات وفاة، ومن مضاعفات المرض عدم حصول المريض على النصائح اللازمة فبعض المستشفيات الحكومية والخاصة لا تعطي النصائح اللازمة لمرضى حمى الضنك كتجنب الحمضيات واستخدام أدوية ضارة فقد يؤدي نقص الصفائح وحدوث نزيف من الأنف أو اللثة أو غير ذلك، إلى وفاة المريض.. وتصل عدد حالات المرض إلى الآن أكثر من 1000حالة ومقارنة بالأعوام الماضية، وصلت إلى 3000 - 4000 حالة مرضية، ويجب على كافة وسائل الإعلام المختلفة ومنظمات المجتمع أن تساهم بنشر الوعي بين صفوف المواطنين بمعرفة ماهية المرض وأسبابه وكيفية الوقاية منه، كتغطية أواني المياه، وردم البرك، وتفريغ إطارات السيارات من المياه وغيرها، كما يجب على السلطة المحلية أن تبذل جهودا بالتواصل مع الجهات العليا المعنية لإيجاد المعالجات اللازمة للوقاية من حمى الضنك وتوفير المياه ورش المبيدات الحشرية إلى كافة مناطق المدينة، وكذلك استخدام الطرق الصحيحة لعلاج المرضى من قبل الأطباء لا أن يؤدي إلى تفاقم الحالات المرضية، في حين أن حمى الضنك ليس مرتبطا انتشارها بوجود هذا الشخص أو مسئول معين أو محافظ؛ وإنما كانت موجودة من قبل ويجب أن تتكاتف الجهود من أجل استئصال هذا البعوض والقضاء عليه، كما نناشد أصحاب الخير والجانب الحكومي لتقديم الدعم للمرضى ولو بالأدوية فقط، فالجمعية تفتقر إلى أسرّة وهناك نقص شديد في عدد الحالات ومقر الجمعية لا يكفي لاستيعاب حالات مرضية كثيرة. حالات مصابة - وأثناء الاستطلاع أجرينا لقاء مع بعض الحالات المرضية التي كانت تلازم السرير وغيرها من قد كتب لها الشفاء من هذا المرض.. - صادق محمد على (من سكان الكمب، طالب في الثانوية بتعز) تحدث قائلاً: أثناء إصابتي بالمرض شعرت بحمى شديدة ووجع شديد بالرأس وشعرت بهذه الأعراض منذ يومين، وبعد ذلك ذهبت إلى الجمعية وأجريت الفحوصات اللازمة وظهرت النتائج بأننا مصاب بمرض حمى الضنك، وهنا بالجمعية تقدم لنا الرعاية اللازمة إلا أنه ينقص الجمعية الكثير من الدعم فالرعاية التي تقدمها الجمعية أكثر مما تقدمه بعض المستشفيات في المحافظة وهى من تستحق الدعم. - فيصل قاسم (من محافظة إب، بائع قات) تحدث قائلاً: لقد أصبت بالمرض منذ 8أيام وقد ذهبت إلى العديد من المستشفيات بمحافظة إب ولا يوجد أي ثمار لعلاج حالتي وشخص الأطباء الحمى بحمى التيفوئيد وسبب ذلك إلى تفاقم حالتي المرضية، وأرشدني احد الزملاء إلى تلقي العلاج بجمعية أصدقاء الدم وحينما تم إسعافي إلى هنا بدأ الأطباء بعلاجي وإعطائي الأدوية اللازمة، وقرر الأطباء ملازمتي السرير حتى تصل حالتي إلى مرحلة الشفاء التام. - من جانبه عبد الرحمن سعيد (من سكان الحوبان) أشار قائلاً: قد عرضت حالتي على العديد من الأطباء في عيادات خاصة ليشار إلي بأننا مصاب بالتهابات، وتفاجأت بالفحوصات بعد ذلك بأننا مصاب بحمى الضنك، فحمى الضنك انتشرت بصورة كبيرة، ونجاح التشخيص من قبل الأطباء منذ البداية يساهم في حماية المريض من أي أضرار مستقبلية لعلاج حالته، ويجب أن تقدم رعاية كافية وبالأخص من قبل المستشفيات الحكومية، ونناشد الجهات المعنية بالاهتمام في هذا الجانب. - أم مهند (ربة بيت) من سكان الدائري تحدثت قائلة: لقد أصبت بحمى الضنك منذ شهرين وحينها شعرت بالألم الشديد في كل جسمي ولن أستطيع أحرك أصابع يدي، كذلك تم إسعافي إلى مستشفي العسكري وأرسلنا الطبيب المستلم الساعة التاسعة صباحاً إلى مختبر لإجراء الفحوصات لكون المختبر الموجود في المستشفى يتوقف عن إجراء الفحوصات حتى الساعة التاسعة صباحاً، لا أعلم لماذا؟ وتم إرسالي إلى مختبر من قبل الطبيب، لتظهر نتائج الفحص غير صحيحة، وعندما مكثت بالمنزل يومين، وأنا أشعر بالآلام نفسها، ذهبت إلى جمعية أصدقاء الدم، وظهرت نتائج الفحوصات تثبت أنني مصابة بحمى الضنك، وحينها تم إعطائي الإرشادات اللازمة والأدوية ومنعي من استخدام المهدئات القوية، ولكن الجمعية تفتقر لمقومات النظافة وقلة أسرّة النوم للمرضى، ومرض حمى الضنك يعد مرضا فريدا من نوعه ولا يشعر المصاب بالضنك بأنه إنسان طبيعي وأنا الآن أصبحت الحمدلله بخير وصحة وأتمنى الشفاء العاجل لجميع المرضى، ونطالب الجهات الصحية والمستشفيات بفتح المختبرات الحكومية لإجراء الفحوصات المخبرية للمرضى وللحالات المرضية المختلفة، لكون بعض الأطباء يعمدون إلى إرسال بعض المرضي إلى المختبرات الخارجية لأخذ نسبة مالية من المختبر المرسل إليه المريض، فيجب عليهم أن يقدروا حالات المرضى والظروف الصعبة التي يمر بها، فالبعض يفارق الحياة بسبب عدم حصوله على قيمة هذا الفحص أو ذاك، ويجب على الجهات المعنية في السلطة المحلية وغيرها مكافحة البعوض والناموس للحفاظ على المواطن وحمايته من أي أمراض قد يصاب بها سواء حمى الضنك أو الملا ريا أو غير ذلك. - أحمد صالح البخاري (مراسل صحفي)تحدث قائلاً: أصبت بحمى الضنك مرتين الأولى كانت قبل سنتين والمرة الثانية قبل أسبوعين، وكنت أعاني من حمى شديدة مع الألم في أنحاء الجسم وشبه إغماء، ونصحني الأطباء بتناول وشرب السوائل مثل البرتقال والماء والعصائر والمانجو وما شابه ذلك مع تناول الخضروات والسلطات، وتستمر الأعراض لمدة أسبوع ويزول المرض.. طبعاً الأعراض تختلف من شخص إلى آخر، أحد أفراد أسرتي كذلك تعرض لحمي الضنك حتى الإغماء أجرى فحص الدم، وتبين أنه بحاجة ماسة إلى نقل الدم فتبرع له الشباب الخيرون نحو عشر قرب دم وتحسنت حالته الصحية وخرج من مستشفى اليمن الدولي سليماً، ولكن عملية الفحوصات بتعز بدائية، فمن خلال ملاحظتي بأنه لا يوجد محاليل كشف حمى الضنك في المختبر المركزي وقد تحدثت مع مدير المختبر المركزي الذي أوضح بأن المحاليل تتواجد بوزارة الصحة، ولكنها لم ترسل حصة المحافظة من صنعاء كأن محافظة تعز خارجة عن نطاق الجمهورية اليمنية وتضرر من ذلك أغلبية الفقراء والمحتاجين والمعسرين الذين لا يستطيعون دفع رسوم الفحص الذي يزيد عن سبعة آلاف ريال؛ لذا نوجه مناشدة إلى وزارة الصحة وحكومة الوفاق الوطني أن تنظر بعين الرحمة للمواطنين المستحقين وترسل المحاليل والأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة، فأصبحت المستشفيات الحكومية تفرض رسوما وكأنها مستشفيات خاصة بحجة أن الميزانية ضئيلة، فيعتمدون على المجهود الشعبي بفرض رسوم والضحية هم الفقراء والمعسرون وندعو الله أن يقيهم حمى الضنك.