خرج أكثر من 400 الف يمني من مختلف الفئات وشرائح المجتمع اليمني اليوم (الأربعاء) في حملة وطنية بيئية لتشجير وطلاء وتنظيف الشوارع العاصمة صنعاء. وتعد هذه الحملة هي أول وأكبر حملة وطنية بيئية في اليمن.
وشوهد مشاركة المواطنين من طلاب المدارس والجامعات ورجال الجيش والأمن والشرطة ومن النساء والشباب ومن مختلف الفئات العمرية وشرائح المجتمع اليمن بفاعلية في الحملة البيئية.
كما توقفت حركة سيارات النقل شبة كليا في صنعاء، وأغلقت الكثير من المحلات التجارية والمرافق الحكومية والمدنية حيث خرج الجميع للمشاركة في الحملة الوطنية لتنظيف العاصمة.
ورسم اليمينيون اليوم لوحة حضارية غير مسبوقة، حيث خرج موظفو الشركات الخاصة ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية لتنظيف الشوارع المجاورة لمقراتهم والقيام بأعمال التشجير والطلاء للجدران، كما خرجن النساء والفتيات لتنظيف الأحياء في سابقة غير معهودة باليمن.
وتوزعت الحملة الوطنية للبيئة على عدد من أحياء وشوارع العاصمة وسط التفاف شعبي غير مسبوق.
وهي المرة الاولى التي اجمع فيها اليمنيون بكافة اطيافهم السياسية وتوجهاتهم الفكرية في عمل وطني كهذا حيث لم يسجل خروج هذا العدد الكبير والمتنوع من قبل في اي حملة وطنية.
وسبق الحملة الوطنية اليوم حملة اعلامية واسعة، وسجلت دعوات من قبل الاحزاب والتنظيمات السياسية والمنظمات المدنية والجماهيرية والجهات الحكومية للمشاركة الفاعلة.
وقال عدد من المشاركين في الحملة، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنهم سعداء بالعمل التطوعي في تنظيف مدينتهم وغرس الاشجار وطلاء الجدران من اجل عاصمة نظيفة وواجهة حضارية مشرفة لليمن.
وقال ابراهيم العريقي ، وهو من ابناء مدينة تعز ، ويعمل في احدى شركات القطاع الخاص بصنعاء، إنه سعيد جدا اليوم لمشاركته في عملية التنظيف ضمن الحملة الوطنية لتنظيف العاصمة صنعاء.
وأضاف " منذ الصباح الباكر وانا اقوم بعملية الكنس في حي عصر بصنعاء، وقمت بغرس إحدى النباتات امام الشركة التي اعمل بها ".
وتابع " اريد ان ارى عاصمتنا صنعاء نظيفة وفيها اشجار وجدرانها تبعث على السكان والزوار البهجة والسرور".
من جانبها، قالت امل اللوذعي (موظفة حكومية) شاركت في حملة تنظيف العاصمة وعملية التشجير حبا مني لكى أرى صنعاء عاصمة نظيفة.
وأضافت "الناس خرجت اليوم بشكل كبير وغير متوقع في هذه الحملة، وانا سعيدة للغاية بهذا التعاون ، متمنية ان تستمر هذه الحملات بشكل دوري ".
وتابعت " اتمنى من الجهات الحكومية المعنية تبنى مثل هذه الافكار التي تحظى باستجابة من الجميع، وان يتم عمل قوانين منظمة للبيئة وتفعيلها، وكذا التركيز على التوعية بالإضرار البيئية التي تلحق بسكان المدن نتيجة تراكم المخلفات".
بدوره، قال الصحفي اليمني سامي نعمان إن هناك تجاوبا كبيرا من الناس فاق المتوقع، وهذا شوهد في شوارع العاصمة صنعاء اليوم لمساندة الحملة البيئية الاولى والأكبر في اليمن.
وأوضح نعمان، ل((شينخوا))، أن هذه الحملة البيئية الوطنية هي فكرة جيدة للغاية، لأن عمال النظافة في ظل وضعهم المزري وغياب الادارة الفاعلة، والكثافة السكانية بصنعاء غير قادرون على القيام بمهام النظافة لوحدهم، لذلك اعتقد أن حملة كهذه إذا احسن استغلالها والبناء عليها ستكون أساسا لعاصمة نظيفة، فضلا عن ذلك، اعتقد انها سترسخ كثقافة لدى كثير من الناس.
وعن اعلان الحكومة اليمنية اليوم 12 ديسمبر من كل عام يوم وطني للنظافة ابتداء من هذا العام، أكد نعمان أنها فكرة جيدة، مشيرا إلى أنه ينبغي ان يكون العمل لأبعد من مجرد الحشد لهذا اليوم، بل ليكون أساسا لثقافة طوال العام.
وأضاف " على الحكومة ان تساعد الناس على النظافة، فكثير منهم لا يعرفون ساعة مرور شاحنات رفع القمامة، في ظل العجز في هذا الجانب، ما يضطرهم إلى رميها في اقرب شارع، أو محوى للقمامة الصغيرة حتى يمروا لها".
وتؤكد الاحصائيات الرسمية أن عدد سكان العاصمة اليمنية صنعاء يبلغ حوالي 3 ملايين نسمة.
وقال عبدالوهاب صبره، وكيل قطاع النظافة والبيئة بأمانة العاصمة، إن سكان صنعاء يفوق الان على 3 ملايين نسمة ، وان التقديرات لمخرجات كل فرد من المخلفات تقدر بحوالي 500 جرام يوميا.
وحسب صبرة فان جهودا مضنية تبذل من قبل عمال النظافة لإخراج ما مقداره 1200 طن يوميا من المخلفات في العاصمة.
وأضاف " يعمل في قطاع النظافة بالعاصمة حوالي 6000 عامل، وتم تخصيص حوالي 400 آلة ومعدة للقيام بعملية تنظيف العاصمة.
وأكد صبرة أن العاصمة صنعاء مقسمة 18 منطقة نظافة، وانه يتم العمل وإخراج المخلفات من تلك المناطق وفق اسس علمية ومدروسة.
بدوره، قال عبدالقادر هلال أمين العاصمة صنعاء، رئيس المجلس المحلي، إن حوالي 400 الف متطوع شاركوا في الحملة الوطنية للنظافة والتشجير والطلاء اليوم بصنعاء.
وأوضح هلال في حديث للصحفيين أنه سيتم اعتماد يوم 12 ديسمبر من كل عام يوم وطني للنظافة، كما سيتم تعميم التجربة على كافة المدن اليمنية، مشيرا إلى أن صنعاء مدينة عريقة يجب الحفاظ عليها نظيفة كواجهة حضارية لليمن واليمنيين.
