الراقصة المصرية "سما المصري" أغنية جديدة بعنوان "يا حبسجية يا تجار الدين" تهاجم فيها الرئيس مرسي وجماعة الاخوان المسلمين مرة أخرى، وتعرضت لمحاولة إختطاف بسببها. مرة اخرى، تطرح الراقصة سما المصري أغنية مصورة تنتقد فيها الرئيس مرسي وجماعة الاخوان المسلمين التي يتولى ذراعها السياسي حزب الحرية والعدالة مقاليد الحكم في مصر راهناً، والجديد أن هذه الأغنية أكثر جرأة ومباشرة من سابقتها، وتعبر كلماتها عن لسان حال مصر بكلمات بسيطة ومباشرة وتنم عن وعي سياسي عالي. ورفعت سما في الفيديو المصور لافتة مكتوب عليها "واه مرساه" في إشارة للرئيس محمد مرسي وحديثه عن إستعداده لتلبية نداء المحتاجات اليه وذلك خلال مرحلة السباق على الانتخابات الرئاسية، كما حملت لافتة أخرى مكتوب عليها "لا للدستور" في إشارة لرفضها له. هذا ولاقت الأغنية إنتشاراً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي ونسب متابعة مرتفعة من خلال اليوتيوب منذ طرحها مساء أمس الأول حيث وصل عدد المشاهدة على نسخة واحدة من النسخ المعروضة الى 300 الف مشاهدة حتى الآن، حيث رصدت فيها كل ما حدث في مصر خلال الفترة الماضية من أزمات سياسية أبرزها إقالة النائب العام قائلة :" شيلوا في قاضي حطوا في قاضي ده انتوا ريحتكم بقت زفت"، كما تطرقت الى سلق التصويت على الدستور بالجمعية التأسيسية في الجلسة التاريخية التي إستمرت لأكثر من 18 ساعة، قائلة " الدستور قعدوا يطبخوه في ليلة واحدة". وإستخدمت سما موسيقي أغنية "أهو جالك يا بت" التي تعتبر من تراث الموسيقى المصرية، بينما تم توزيعها موسيقياً بشكل مختلف من قبل أحد الموزعين الشباب، ليتناسب مع الكلمات التي كتبتها سما بنفسها لكي تعبر عما تشعر به ويحدث في مصر. المشاهد الأخيرة في الأغنية يظهر فيها شاب ضخم يقوم بإلقاء القبض عليها، في إشارة لعمليات الملاحقة التي تتم للمعارضين وسياسة تكميم الأفواه التي يتبعها الاخوان، في إشارة الى المشهد الشهير للناشطة والمناضلة الكبيرة "شاهندة مقلد" التي قام شاب ضخم بتكميم فمها وهي تهتف في مظاهرة ضد الإخوان ساعة فض إعتصام الإتحادية بالقوة والتعدي بالضرب على مسيرة النساء، بينما ظهر شيخ سلفي وهو يصرخ "هاتولي راجل" وهي لقطة حقيقية شهيرة يتداولها النشطاء عبر تويتر وفيسبوك وقام باسم يوسف مقدم برنامج "البرنامج" بالسخرية منه في حلقة من حلقات برنامجه في الموسم الجديد. سما قالت ل"إيلاف" أن الأغنية لن تكون الاخيرة بالنسبة لها، حيث ستقدم كل فترة أغنية جديدة تعبر بها عن ما يحدث في مصر خاصة في ظل التخبط الذي يسيطر على الحاكم في الفترة الحالية والتراجع عن القرارات وهو الامر الذي أصبح سمة كل قرار يتم اتخاذه. وأضافت أنها كتبت الاغنية بنفسها بعدما وجدت الامور تسير من سيء للأسوأ، في ظل رفض الاخوان لغة الحوار مع الآخر، والإكتفاء بالتيارات الإسلامية فحسب، لافتة إلى أن ردود الفعل التي حصدتها الأغنية جعل البعض يشبهها بالاعلامي الساخر باسم يوسف. وأكدت على أن الأغنية لم تحمل أي إساءة لأشخاص يمكن أن يقوموا من خلالها بملاحقتها قضائياً، لأن الألفاظ المستخدمة جاءت صحيحة وفي موضعها حتى كلمة "يا حبسجية"، فرئيس الدولة نفسه كان محبوس وكذلك خيرت الشاطر وكافة قيادات جماعة الأخوان المسلمين. طريقة تصوير الأغنية لم تختلف كثيراً عن المرة السابقة بحسب سما التي قالت أنها قامت بتصويرها في مكتبها، وتقريبا بنفس الطريقة موضحة أنها طريقة بسيطة حيث إعتمدت على البساطة في تنفيذها مما جعلها تصل سريعاً للجمهور. وأضافت بأنها تتمنى أن يمتلك أصحاب المحطات الفضائية الجرأة لعرضها في ظل الأزمات والملاحقة والهجوم والحصار الذي يتعرضوت له راهناً، مشيرة إلى أن العرض على الإنترنت أصبح يحقق إنتشاراً مماثلاً للعرض على الفضائيات لكن الأخيرة بالطبع تكون شهرتها أكثر في مناطق لا يستخدم سكانها الشبكة العنكبوتية، مؤكدة على أنها لن تعترض إذ حصلت أي قناة على الفيديو وعرضته على شاشتها أو طلبت النسخة الأصلية منها. فكرة الأغنية كما تقول سما لم تكن وليدة اللحظة ولكنها جاءت نتيجة تراكم عدة أحداث وتسارعها بشكل كبير، آخرها إستشهاد الصحفي الحسيني أبو ضيف، لافتة إلى أنها تأخرت في طرح الأغنية على أمل إستجابة الرئيس للمطالب الشعبية بعدم إقامة الإستفتاء وإعتذارات القضاة عن الإشراف عليه حتى الساعات الاخيرة قبل فتح صناديق الاقتراع. أما عن وصفهم بالكذابين، فاعتبرت أنها لم تقل إلا الحقيقة لأن الاخوان خارج السلطة كان لهم وعود وبعد فوزهم بالانتخابات الرئاسية تغيرت كافة الوعود، وكذبوا على الشعب المصري في كل شئ حتى الآن، ولن ينجحوا مرة اخرى في خداع الشعب البسيط. سما تحمل الرئيس مسؤولية حماية حياتها بعدما تعرضت لمحاولة إختطاف فجر أمس الأول، وتحديداً في الثالثة والنصف فجراً عندما كانت تقود سيارتها ويلحق بها مجموعة من أصدقائها بسيارتهم وخلال مرورهم بالطريق الدائري بمنطقة ميدان لبنان فوجئت بسيارة تقوم بملاحقتها. وأوضحت أن السيارة إستمرت في مضايقتها ومطاردتها حتى أوقفتها ونزل منها شباب قاموا بتحطيم الزجاج، وتوقفت سيارة أصدقائها التي كانت ترافقها وقام أحد أصدقائها وهو ضابط كان برفقة زوجته، بإطلاق أعيرة نارية في الهواء من مسدسه ليهرب الشباب بسيارتهم من موقع الحادث بسرعة، مشيرة إلى أنها لا تعلم ما إذ كانت هذه السيارة تابعة لانصار الشيخ حازم صلاح ابو إسماعيل الذين كانوا موجودين في المنطقة أم لا. وتباينت ردود الإفعال بين النشطاء وشباب الثورة في هاشتاغ (#سما_المصري) حيث قام البعض بإمتداحها معتبراً أنها أشجع من رجال كثر يدعون الثورية، ورفض آخرون أن تعبر راقصة عن الثورة والمقاومة، بينما إعتبر المخرج عمرو سلامة في تغريدة له أن تحول أغنية المقاومة من سيد درويش لسماالمصري هو تحول منطقي بعدما تحول الرمز الديني من الشيخ محمد عبدهللشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل. فيما رأت فئة أخرى أن سما مواطنة مصرية يحق لها أن تعبر عن نفسها بالطريقة التي ترتأيها دون أن يحق لأحد إحتكار صفة الثورية والتمييز ضد طبقات الشعب المختلفة، وأن سما بأعمالها الفنية توصل ذات الأفكار الثورية التي يتحدث عنها النخبة على الشاشات في البرامج الحوارية بشكل أبسط وأسلس. مثال على ذلك جملة كهذه: "خلوا محمد غير جوزيف..والحكم اهو بقي ع الكيف..والدستور حطوه في رغيف..وشالوا منه كل حقوق الست .. اهو جالك يابت" وهي تلخص مشاكل التفرقة الطائفية، والإستئثار بالحكم، وتغييب حقوق المرأة عن الدستور المطبوخ بعبارة بسيطة يفهمها كل مصري مهما كان مستوى تعليمه. والغريب أن مصر بلد الرقص الشرقي والذي يفترض أنه فن كسائر الفنون يحظى بتقدير كبير دولياً، ولا يوجد عرس أو مناسبة إجتماعية في مصر تغيب فيها الراقصة الشرقية عن برنامج الحفل، إلا أن المصريون في دواخلهم يحتقرون هذا الفن وينظرون الى فنانيه بطريقة دونية. ومن المفارقات أن فيلم عنوانه "كباريه" حقق أعلى الإيرادات عند طرحه وفي ظل الكساد في شباك التذاكر بعد الثورة مباشرة. الا أن احد المعلقين على الفيديو كتب عبارة تم تداولها عبر تويتر بكثافة بأن الإرتزاق بالرقص اشرف من الارتزاق بالدين. الجدير بالذكر أن سما سبق وطرحت أغنية تنتقد حكم الإخوان لكنها كانت تتضمن تلميحات لشخوصهم على عكس هذه الأغنية، كما أنها صاحبة الواقعة الشهيرة حيث ذهبت الى مبنى البرلمان المصري وكسرت "قلل من الفخار" بعد صدور قرار حل البرلمان من المحكمة الدستورية، لتعبر عن رفضها للإسلاميين وبرلمانهم ورغبتها في عدم عودتهم اليه، وهي أيضاً التي تناولتها شائعة زواجها من النائب السلفي البلكيمي الذي كذب حول عملية تجميل أنفه وإدعى أنه تعرض لإعتداء من مجهولين وتسبب لنفسه وحزبه بفضيحة أدت لرفع الحصانة عنه.