إلى أخوات: "زينب طيري"، القائدات النسويات: اتحاد نساء اليمن، اللجنة الوطنية للمرأة، وزارة حقوق الإنسان، المنظمات الحقوقية والمدنية، و"قرن في مؤسساتكن"، أخاف عليكن دوخة الطيران والغثيان. **
"تعلمون يا قبائلنا، أن في هذا الوقت النساء كلهن زانيات من دون أمي وأختي، والبنادق كلها تفضفض من دون بندقي
أحد مشائخ "نهم" في سوق الأحد، رواها حبشوش "رؤية اليمن"
**
يناير 2011 –ديسمبر 2012، عامان اشتغلت عليهما القوى المتنفذة والمهيمنة المنتمية للستين والسبعين، خصوصاً القوى العسكرية، لصاحبها زعيم أوحد تشظى إلى أكثر من بطن وفخذ ورأس، ومُغل وحجاب حاجز، خرجوا ينقضون على البلاد والعباد منذ عقود من الزمن، وخرجت فنونهم الحربية والجهادية الباطشة تجيش وتتجيش خلال ذينك العامين.
تهيكلوا بما يسمى ب"جيش وطني"، فكان ذلك الوطني ما هو إلا الواحد الذي انقسم 70×60، بكل عتاده: السلاح، والصمول، والفم الناثر لرصاص الشتم، والتخوين والتكفير، ثم، "ما نزل أبتكن الشارع"..
22/12/2012، "أنا زل":
هاكم مختصر الحديث الذي دار بين النساء المحتجات والعقيد:
- الله المستعان عليكم، تضربوا الرصاص على الشباب السلميين، حتى النساء لم تستثنوهن!..
رد العقيد: وأنتِ ما خرج أبوش، ما نزل أبتكن للشارع.
- أبي الأمي، لم يقل ولم يأمرني، ب: "لا تخرجي الشارع، يا عقيد"، 30 سنة من عمري أدرس وأعمل، لم يتجرأ أي إنسي أو جني، يقول لي/ لنا ما خرج أبتكن للشارع، وقلتها يا عقيد.. "حتى أنت يا بروتس"!
**
أما يذكرنا فم العقيد وسلاحه، وصميله "أبو مسامير"، بالفم والهيئة والعدة، لعلي صالح الزعيم، وعلي محسن زعيم النظام والثورة معاً، وحميد الأحمر شيخ مشائخ النظام والثورة والتغيير، ومعهم فقهاؤهم، من أنهم فم واحد لذهنية قبائلية ترسمت بالدين، وتزيتت بالعادات والتقاليد، وتشحمت بالدستور والتغيير. أما يذكرنا هذا "طابور الدُّهن" برائحة الزهم القارح والشنص الذي صُهرنا به لقرون مضت، ثم أتت وتجلت وتقرحت في ما يسمى بالربيع والزخم الثوري؟
لننظر ماذا قالت أصنام "الدهن" السبعين والستين:
ماذا قال صالح عن النساء من عرينه في السبعين في "جمعة إصراره"، زاعقاً: "ينبغي لهم منع الاختلاط بين الرجال والنساء، الذي لا يقره الشرع في شارع الجامعة".
وبنفس الزاعق "الباطح والباحط الثوري حميد الأحمر، يصهل: "حدثت سلوكيات خاطئة حولت الساحة إلى مرقص ديسكو، وبعض النساء، أردن السير يداً بيد إلى جانب أصدقائهن وعشاقهن خلال المظاهرات.. وإن ما حدث أمر مرفوض، وهو ضد ديننا".
أما يذكرنا هذان اللقفان الشتامان السبابان بشغل "شقاة الثورة" لصاحبهم الباحط والباطح الأكبر علي محسن وفرقته الأولى مدرع، و"ثوار الإصلاح" عند "غزوة الجسر" في 16 أبريل 2011، عندما اعتدوا على النساء للرد على رغوة صالح الضاجة بالاختلاط، لينبروا جميعهم "ما خرج أبتكن تشقين الصف الثوري، يا مندسات، ويا أتباع عفاش".
فيا زعيمات آلهات السبعين والستين، أليس هؤلاء هم زعماءكن الذين صفقتن وهتفتن من أجلهم، وتنصبتن لسيادة وزارات بقراراتهم، ولسان حالكن يقول: "الحمد لله، زعيمنا صالح شتم نساء الثورة، مش نحنا نساء صالح والسبعين". والطرف الآخر للستين يقلن: "الحمد لله، شيخنا حميد وزعيمنا علي محسن شتموا نساء الثورة غير المنتميات لحزب الإصلاح".
وتضفن: "ولأننا لم نشتم، فخليهم ينزلوا رماد، فنحن ثوريات ومناضلات دخلنا ساحات التغيير مرتين أو ثلاثاً، اتصورنا فيها، وخطبنا على المنصة، ثم توجتنا ثورتنا بمقاليد السلطة، فالحمد لله، والحمد للسلطان أكان من الستين أو من السبعين".
**
وما يزيد البلاء الذي تكرعه علينا تلك اللقوف المشموقة في زمن "إذا جاك الدبور، جاك عوجان الألقاف"، أن يصرح شيخ مشائخ الثورة وحاميها، ومُشبع الأمغال الخاوية للثوار، بعد فضيحته المجلجلة على نساء الساحة، فيقول: "إن من أساء للمرأة اليمنية هو صالح"، ونسي أنه هو صالح بشحمه ولحمه، وبندقه، وبنفس اللقف ونفس اللعاب، وهما علي محسن لنفس الطبعة والختم، والبصمة، ونسوا كلهم أنهم هم آل الأحمر الذين أرمدوا البلاد والعباد، ومن أدخلونا ثقب وغائلة كهوف القرون الوسطى، لتصبح اليمن قرية كهفية في سنحان والعصيمات، وسكانها مرافقين جائعين، خلقوا من أجل أن يقاتلوا ويقتلوا في خدمة سلطان الكهف..
**
لماذا أيها العسكري/ العكفي، أكنت رئيساً وزعيماً، أو شيخاً أو فقيهاً، أو ثورياً، أو كلهم، لماذا، تنتقصني، وتطول لسانك، وتضخم لوزك لتنفجر في وجهي، وتعبئ بندقك، وتقوي صميلك، وتضغط زر بيادتك، لتدعسني وتشتمني وتخوّني، وتكفرني، وتسقط عني جنسيتي وهويتي اليمنية، ومن أننا بقايا صومال وحبشيات، ف(اليمنيات الشريفات الطاهرات، لا ينزلن الشارع، وفي بيوتهن مخفرات، ولا يرفعن صوتهن على العسكري، ولا، ولا، ولا...).. مع اعتذارنا لأخواتنا وبناتنا وأمهاتنا من الصومال وإثيوبيا.
**
ما خرج أبوش إلى ساحة الحرية والتغيير؟
ما خرج أبوش عند ساحة الحرية لرئاسة الوزراء؟
ما خرج أبوش، في ميادين صالح والتحرير؟
ما خرج أبوش تشقين الصف الثوري، وتهتكين "اللحمة الثورية"؟
إنها أسئلة الذهنية الأحادية لفكر واحد قبل الربيع وبعده، فمثلما تملكوا البقعة والوطن والبشر، تملكوا أيضًا نساء اليمن/ الرعية كرقم في "جربة" و"ديمة" الشيخ والحاكم.
**
2013:
سيستمر لقف العقيد والزعيم والشيخ والفقيه، ينضح بحكمة "ما نزل أبوش الشارع"، إذا لم تتغير الذهنية القطيعية تجاه المواطن، أكان رجلاً أم امرأة، عليهم أن يخلعوا فكرهم المتبلد والمتبطل والمتضخم المحقر للنساء عند أقرب "حر/سفل" "القرش"، خصوصاً الأثوار، وأن يتمدنوا، ويعوا أن نساء اليمن، لسن نساء ديمة "الشيخ"، وميدان الحاكم، وقائد وحامي الثورة، نساء اليمن مواطنااااااااااااااااااات، لا رعايا لأي طرف كان.
**
للزعيم والشيخ والعسكري والفقيه:
الشارع حق أبي، وحق أبوك، حق أمي، وأمك، حق بنتي وبنتك، وابني وابنك، حق أبتنا كلنا..
**
أخيراً:
حملة "أنا نازل"، كانت ضد عسكرة الجامعة، وسننزل في الغد القريب ضد عسكرة المدينة والشارع والحي، والزقاق والمدرسة، والبقالة والمسجد، والمقهى، و"حسك عينك" كائنا من كنت، تفتح لقفك مرة أخرى، وتسمعنا "ما نزل أبوش، ما نزل أبتكن الشارع".
**
التوقيع: "سعيدة" الحاصلة على ملطام صالح في السبعين، وملاطيم حميد وحماة الثورة في الستين، أما في 2013 سنقول ما قالته ضوء اليمن، الشاعرة والأديبة الكبيرة نبيلة الزبير..