صحيفة: دي تاجس تسايتونج الألمانية بقلم: كريم الجواهري / هل هناك فعلا تراجع للصراع في اليمن؟ على الأقل هذا هو الأمل بعد أن برز ذلك البلد الواقع على الطرف الجنوبي من شبه الجزيرة العربية على الساحة الدولية في الشهور الماضية بأنه هو الساحة القادمة التي ستعيث القاعدة فيها فسادا دونما رادع يردعها نتيجة ضعف الحكومة المركزية. وقد اتخذت هذا الأسبوع أولى الخطوات العملية لإنهاء المواجهة العسكرية المشتعلة منذ ست سنوات في شمال البلد بين الحكومة في صنعاء والمتمردين الحوثيين الشيعة، والتي اشتركت فيها الجارة السعودية أيضا بوقوفها إلى جانب الجيش. وبعد أن وافقت جميع الأطراف الخميس المنصرم على الهدنة بدأ المتمردون الآن تنفيذ جزء من خطة مكونة من ست نقاط، حيث أطلق يوم الاثنين عن أول جندي سعودي أسير وأزيلت عدد من حواجز الطرقات. هذا بالإضافة حسب ما ورد إلى نزع الألغام المزروعة على طول الحدود مع المملكة العربية السعودية حيث كانت تتموضع أيضا قوات يمنية. وتلزم الاتفاقية الحوثيين بالإفراج عن الأسرى، وترك المناطق السعودية وإخلاء منطقة الصراع للقوات الحكومية. في نوفمبر الماضي اشتدت الحرب الدائرة منذ ست سنوات أكثر حين بدأت المملكة العربية السعودية المجاورة القتال إلى جانب الحكومة المركزية اليمنية ضد المتمردين الذين وسعوا نطاق عملياتهم إلى داخل الأراضي السعودية. وقد هجر بحسب منظمات الإغاثة ما لا يقل عن ربع مليون إنسان من منطقة الحرب. وتقول منسقة الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين في اليمن، براتيبها ميهتا، بأنهم الآن قادرون في ظل الهدنة على الوصول إلى المدنيين في منطقة القتال الذين انقطعت عنهم كافة المعونات منذ أغسطس الماضي. ويوم الجمعة الماضية بدا الأمر كما لو ان اتفاق الهدنة قد فشل بعد أن تعرض وكيل وزارة الداخلية لإطلاق نار في شمال مدينة صعدة، لكن سرعان ما بادرت كافة الأطراف إلى التأكيد بأن الوضع مستقر. وقد رحبت وزيرة الخارجية الأميركية لدى زيارتها الأخيرة للمنطقة بالهدنة، آملة في أن تفتح المجال إلى حل دائم للصراع. هذا وكانت حكومة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قد تعرضت لضغوط دولية في الأسابيع الماضية، خصوصا من واشنطن لإنهاء الصراع مع الحوثيين من أجل التفرغ للقاعدة التي تتخذ كوادرها من جبال اليمن البعيدة حصون لها، والتي تحدثت الأنباء سابقا عن تورطها في الإعداد للمحاولة الفاشلة التي تعرضت لها طائرة الركاب الأميركية في عيد رأس السنة. وإلى جانب الحوثيين في الشمال والقاعدة تواجه الحكومة أيضا ضغطا في الجنوب من قبل حركة انفصالية تنمو باستمرار. فكما الحوثيون في الشمال يحس سكان المناطق الجنوبية أيضا بهيمنة الحكومة المركزية سياسيا وتهميشهم اقتصاديا.