بعد تشرّد 250 ألف شخص وضعت حرب الحوثيين مع الحكومة اليمنية أوزارها إثر إعلان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وقف العمليات العسكرية ضد المتمردين الحوثيين وبعد إعلان قائد الحوثيين عبدالملك الحوثي التزامه بتنفيذ النقاط الست المعلنة من اللجنة الأمنية العليا. وأكدت مصادر عسكرية ميدانية الجمعة 12-2-2010 أن هدوءاً تاماً ساد كل جبهات النزاع بين القوات اليمنية والحوثيين في شمال البلاد، غداة إعلان صنعاء وقفاً لإطلاق النار، فيما بدأ الحوثيون بإزالة الألغام وفتح الطرقات كما تنص شروط الهدنة. وذكر مصدر عسكري ميداني أن "الهدوء يعمّ كل الجبهات في صعدة والملاحيظ وحرف سفيان"، وهي الجبهات الرئيسية الثلاث التي كانت تشهد مواجهات شرسة منذ اندلاع آخر جولات النزاع مع الحوثيين في آب (اغسطس) 2009. وقال مصدر عسكري آخر إن الطيران الحربي كان لايزال يحلّق فوق مناطق النزاع حتى سريان وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس علي عبدالله صالح اعتباراً من منتصف ليل الخميس الجمعة. ووجه زعيم التمرد عبدالملك الحوثي أمراً للمتمردين بوقف كل العمليات. إلى ذلك أكدت مصادر عسكرية أن الجيش رصد تحركات للمتمردين منذ ساعات الصباح الأولى من أجل نزع الألغام وإعادة فتح الطرقات، وهي ضمن وقف النار. هدنة متماسكة وأثارت الاضطرابات في اليمن مخاوف لدى الغرب والدول المجاورة من أن يتحول اليمن الى دولة فاشلة، فيما يسمح لتنظيم القاعدة باتخاذها كمنطلق للهجمات ضد الدول الخليجية، أهم مصدر للنفط في العالم. وكان نيجيري -له صلات بمتشددين في اليمن- حاول نسف طائرة أمريكية في كانون الاول (ديسمبر). وعبّر أحد المحللين عن تفاؤله بأن الهدنة ستتماسك، حيث قال المحلل السياسي المستقل عبدالغني الارياني إن الأمر يبدو حقيقياً حيث يجري الإعداد له منذ أسابيع ورأى أن الطرفين ملتزمان على ما يبدو. وانخرطت السعودية في الصراع في تشرين الثاني (نوفمبر) عندما استولى المتمردون على بعض الأراضي السعودية. وأعلنت الرياض النصر على المتمردين في الشهر الماضي بعد أن قدم المتمردون عرضاً لهدنة منفصلة وقالوا إنهم انسحبوا من الاراضي السعودية. تسليم أسلحة ويقول مسؤولون يمنيون إن صنعاء ستسمح في إطار اتفاق الهدنة لممثلين عن المتمردين بالمشاركة في لجنة تشرف على الهدنة، وسيقوم المتمردون بتسليم الاسلحة التي استولوا عليها من القوات اليمنية. وقال مسؤول حكومي يمني "إنني متفائل هذه المرة بأن الحوثيين سيلتزمون وبأن وقف اطلاق النار سيستمر". وتطالب الشروط المتمردين بفتح الطرق وإطلاق سراح الجنود والمدنيين المحتجزين. وتقول الحكومة إنه على المتمردين أيضاً أن يعيدوا المعدات العسكرية والمدنية والابتعاد عن السياسة المحلية وإنهاء الاشتباكات الحدودية مع السعودية. وقال بيان الحكومة اليمنية إن المتمردين وافقوا أيضاً على شرط إضافي هو الالتزام بعدم الاعتداء على أراضي السعودية، وهو الشرط الذي اضافته صنعاء الى شروط وقف القتال. وقال مسؤول يمني إن الرئيس علي عبدالله صالح أبلغ لجنة مكلفة بالاشراف على شروط الهدنة بقراره بوقف الحرب التي تقول الأممالمتحدة انها شردت 250 ألف شخص. لجان تشرف على الهدنة وقال التلفزيون اليمني الحكومي إن الحكومة والمتمردين شكلوا أيضاً لجاناً مشتركة أصغر للإشراف على الهدنة في أربع مناطق بينها الحدود اليمنية السعودية. ومن المقرر أن تبدأ اللجنة عملها الجمعة، وقال مسؤول إنهم سيتحلون بالمرونة بشأن الجدول الزمني للوفاء بشروط الهدنة. وقال بيان المتمردين "بعد استقرار وقف اطلاق النار سيتم فتح الطرقات ورفع النقاط منها وإنهاء التمترس من جميع محاور القتال". وأضاف المسؤول اليمني أن المهلة للتطبيق الكامل للهدنة كانت محل خلاف مع طلب المتمردين مزيداً من الوقت لكي يغادروا المواقع الجبلية. وكانت قطر توسطت في وقف لإطلاق النار لم يدم طويلاً بين الحكومة والمتمردين في 2007 وفي اتفاق سلام في 2008، الا أن الاشتباكات اندلعت مجدداً بعد فترة قصيرة، وكان الرئيس اليمني قد أعلن من جانب واحد انتهاء الحرب في تموز (يوليو) 2008، إلا أن معارك واسعة استؤنفت بعد عام.