بلغة لا تنقصها البلاهة وصناعة الكراهية بين أبناء الدين الواحد - يكتب المحرر السياسي لصحيفة الجمهورية في عددها الصادر أمس عنوانا ملفتا للقراءة "النظام الإيراني الوقح "ولا يكتفي بالعنوان كشتيمة لا تليق إلا بالسطحيين الذين يتم استخدامهم كسفهاء -بل يبدأ المحرر السياسي -كما يصف نفسه -بوصف النظام الإيراني ب"النظام الصفوي في إيران"وكأننا أمام صراع عثماني صفوي يعود زمنه لقرون مضت، ثم يستمر بالحديث عن الأدلة التي يزعم أنها تفضح وتدين النظام الإيراني مستخدما لغة السجع الركيكة بقوله "الدلائل الناصعة والحقائق الساطعة "ويستمر في لغة الإدانة السينمائية قائلا"فكلما ضبطت الأجهزة الأمنية اليمنية شحنة أسلحة قادمة من إيران؛ استمرأ نظام طهران تكذيب الحقائق في محاولة لتغطية عين الشمس بغربال، وهي تكذيبات لا يصدّقها عاقل خصوصاً بعد اعتراف الأشخاص الذين ضُبطوا مع شحنة الأسلحة بأنها قادمة من إيران. "ولم يقل لنا المحرر السياسي أن من ضبط السفينة ،ومن صرح بأنها لإيران هم الأمريكان !وهو بعد أن يصف النظام الإيراني ب"حفنة إرهابيين "ويطالب بقطع العلاقات مع إيران وطرد سفيرها والتصدي لعملائها عبدة الدولار !وهو هنا يشير في اتهامه إلى الحراك الجنوبي وأنصار الله ،ومع ذلك يتحدث عن التماسك الاجتماعي بعد أن خون كل المختلفين معه في الرؤية السياسية والمذهبية !ويواصل حديثه الخارج من أعماق الخيالات والحماقات قائلا :"وعلى نظام الملالي في طهران أن يدرك أن اليمن ليست لقمة سائغة لها، بل إنها تمتلك_أي اليمن- من القوة ما يمكّنها من تلقين طهران درساً بليغاً في احترام سيادة الآخرين، وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية".! المحرر السياسي لصحيفة الجمهورية يمهد لأن تكون اليمن وكيلا من الدرجة المهمشة في الصراع الأمريكي ضد إيران، معطيا لارتهان السيادة بعدا وطنيا! وفي خاتمة مقاله يتحدث بلسان أكثر تطرفا من الناطق باسم البيت الأبيض، مطالبا المجتمع الدولي بقوله "وعلى المجتمع الدولي تحمُّل مسؤولياته ودعم اليمن لمواجهة الصلف الإيراني وردعه؛ باعتبار إيران دولة إرهابية تشكّل خطراً - ليس على اليمن فحسب - بل على الأسرة الدولية بشكل عام، وهو ما يتطلب تكاتف الجهود الدولية لإحباط المشاريع التخريبية التي تسعى إيران إلى تنفيذها في عدد من دول العالم"!. اليوم فهمت لماذا اعتبر الرئيس هادي المطالبة بتغيير رئيس المؤسسة ،رئيس تحرير صحيفة الجمهورية "سمير اليوسفي" على أنه خط أحمر! لكنني لم أفهم أين تكمن قوة اليمن حتى تلقن طهران درساً بليغاً ؟هل في تحولها إلى مجرد بيدق بيد البيت الأبيض تصبح قوية وذات سيادة؟