تحولت سجون ومعتقلات مليشيا الحوثي الخاصة إلى أسواق سوداء للإتجار بالبشر، كما تؤكد ذلك روايات أقارب كثير من المختطفين المفرج عنهم. ومنذ سيطرتها على مؤسسات الدولة في العاصمة صنعاء، أواخر العام 2014م، بدأت الجماعة حملة ممنهجة لاختطاف وإخفاء محسوبين على أحزاب وتيارات يمنية معينة. وتشير التقارير الصادرة عن منظمات ومراكز حقوقية إلى أن الآلاف من أبناء وقاطني المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين تعرضوا للاختطاف الإخفاء. دوافع مالية ورغم أن دوافع سياسية وطائفية وقفت وراء اختطاف جماعة الحوثي لعدد كبير من المنتمين إلى أحزاب وتيارات يمنية تعدها معادية، إلا أن الأمر تحول، فيما بعد، إلى تجارة. ويقول والد أحد المختطفين إنه دفع أكثر من خمسة ملايين ريال يمني مقابل الإفراج عن ولده الذي يؤكد أنه اختطف لغرض الابتزاز به.
ويضيف، في تصريح إلى المسار “أتتني وساطة واقترحت عليَّ أن أدفع مبلغاً من المال مقابل الإفراج عن ولدي المختطف منذ أكثر من عام، ولم يكن أمامي سوى التجاوب معها، فولدي عندي أغلى من الدنيا وما فيها”. ويرجِّح والد المختطف أن تكون الوساطة على صلة بالجماعة “التي لن تأتي لتطلب مني أن أدفع فدية مقابل أن تفرج عن ولدي”. فدى التعذيب ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، فهناك وساطات، مدفوعة من قبل المليشيا، توصلت مع أقارب مختطفين واقترحت عليهم دفع مبالغ مالية مقابل إقناع المسئولين عن السجون بالتوقف عن التعذيب. وتؤكد أسرة مختطف ل، أنها دفعت مبلغاً من المال لهذا الغرض، دون أن تعرف ما إذا كان قريبها يتعرض للتعذيب في سجون المليشيا أم لا. أهداف خاصة وخارج عمليات الاختطاف لدوافع طائفية وسياسية، تحرص الجماعة على انتقاء مختطفين يمكن أن تحصل من وراء اختطافهم على المال. وبحسب مصادر خاصة فقد اختطفت المليشيا عددا من أبناء رجال الأعمال وميسوري الحال، بتُهم الارتباط بتنظيمات إرهابية، قبل أن تفرج عنهم مقابل فدى مالية كبيرة. وتؤكد المصادر أن من بين هؤلاء المختطفين نجل أحد رؤساء الجامعات الخاصة في العاصمة صنعاء، حيث أفرجت عنه الجماعة بعد نحو شهر من اختطافه، مقابل فدية مالية. وتقول المصادر، إن معظم مشرفي الجماعة في أحياء العاصمة صنعاء يمارسون هذا النوع من الابتزاز بشكل شبه دائم، مع علم قياداتهم العليا بذلك.
