غير بعيد عن صخب الحرب اليمنية وعلى التماس مع العمليات العسكرية التي تشارك فيها الامارات ضمن التحالف العربي دعما للشرعية الدستورية، يلعب الهلال الاحمر الاماراتي بصمت دورا لا يقل اهمية ضمن استجابة مبكرة للنداء الإنساني للشعب اليمني بعمليات اغاثية جاءت على قدر الحدث وحجم الاضرار. ومنذ بداية الحرب اليمنية، لم تنقطع يوما هيئة الهلال الاحمر الاماراتي عن مد يد العون، اغاثة للمنكوبين واعمارا لما هدمته المواجهات والتخريب. والهيئة الاماراتية كانت سباقة منذ 2015 بتقديم يد العون بدءا من مبادرة "عونك يا يمن" الى مبادرات شبه يومية في مجال الاغاثة والصحة والتعليم وإعادة الاعمار. ودشنت حملة "عونك يا يمن" بناء على توجيهات رئيس الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ونائبه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وأوامر ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. والحملة التي انطلقت لدعم الأوضاع الإنسانية في اليمن ومساعدة حوالي 10 ملايين شخص تأثرت أوضاعهم نتيجة الأزمة، لاقت تجاوباً كبيراً من هيئات المجتمع والأفراد المحسنين ورجال الأعمال. ويعمل الاهلال الاحمر على بناء وترميم 154 مدرسة في محافظة عدن، حيث تم تسليم أكثر من 123 مدرسة في المحافظة بعد تأهيلها وتأثيثها بكامل المعدات المكتبية والأجهزة التعليمية والأثاث المكتبي الخاص بالكادر التعليمي، لتستقبل الطلاب الذين انتظموا في صفوفهم الدراسية بمختلف المراحل التعليمية على مستوى مدارس محافظة عدن ومديرياتها. وقام بتوزيع المستلزمات المدرسية على الطلبة والطالبات الذين بدؤوا عامهم الدراسي الجديد، فيما بلغت القيمة الإجمالية لصيانة المشاريع التعليمية وإعادة إعمارها 81 مليوناً و300 ألف درهم إماراتي. وفي القطاع الصحي اعلنت الهيئة مؤخرا عن تكفلها بعلاج عدد كبير من الجرحى اليمنيين، ممن تأثروا جراء الحرب اليمنية في إطار مبادرتها لعلاج 1500 جريح يمني تزامناً مع مبادرة عام 2017 عاماً للخير التي أطلقها رئيس الدولة. ووفر الهلال الأحمر الوسائل كافة لنقل الجرحى إلى مستشفيات الدولة، لتوفير العلاج والرعاية الصحية اللازمة لهم، وفقًا لبرنامج تم إعداده بهذا الخصوص وبناء على التقييم الصحى لكل حالة من الحالات إلى جانب تقديم كل ما من شأنه أن يحد من معاناتهم، ويسهم فى عملية شفائهم ويوفر سبل الراحة لهم، ولذويهم ومرافقيهم خلال فترة إقامتهم فى الدولة. وتتحمل هيئة الاغاثة ايضا تكاليف المرافقين الصحيين للجرحى لضمان تهيئة الظروف الصحية والنفسية، كافة للجرحى ضمن برنامج الدعم النفسى والمعنوى، الذى توفرها للحالات التى تتكفل بعلاجها. وتعهدت الهيئة مؤخرا بصيانة وتأهيل حوالي 14 مؤسسة صحية منها خمسة مستشفيات كبيرة وتسع عيادات في مختلف مناطق محافظة عدن، وبتكلفة إجمالية بلغت نحو 48 مليونا و500 ألف درهم. من جهة ثانية، تبنت الهيئة الإماراتية مؤخرا مشروعا متكاملاً لتأهيل مستشفى الأمراض النفسية والعصبية في مدينة عدن، جنوباليمن، ضمن الجهود الإنسانية المقدمة لإنعاش قطاع الصحة وتحسين الخدمات المقدمة للمرضى. ورصدت أربعة ملايين درهم كدفعة أولى لشراء الأدوية العلاجية لمرضى السرطان وغسل الكلى، إضافة إلى مستلزمات طبية أخرى بجانب مبلغ خمسة ملايين درهم لشراء سيارات إسعاف ونقل الأدوية وسيارات نقل. وفي قطاع الطاقة والمياه قامت هيئة الهلال الأحمر بتشغيل عدد من مولدات الكهرباء في أبين كدعم جديد للقطاع، وذلك من أجل الإسهام في حل المشكلات التي يعانيها وتخفيفاً من معاناة المواطنين. ووضعت الهيئة خطة لصيانة وتأهيل 40 بئرا تغذي محطة مياه رئيسية في عدن تخدم 450 ألف نسمة؛ أي حوالي نصف سكان المحافظة البالغ عددهم مليون نسمة. ودشنت الهيئة مشروع إنشاء 50 سداً في مديرية رصد لتجميع مياه الأمطار والاستفادة منها خلال أيام السنة. والجمعة قدمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مساعدات غذائية إغاثية عاجلة للأسر النازحة في المكلا من محافظتَي شبوةوأبين، التي دمرت الحرب عدداً كبيراً من منازلها وقطاع الخدمات الأساسية فيها، ما اضطر هذه الأسر إلى النزوح إلى مخيم "منطقة خلف" في مديرية المكلا. يأتي ذلك في وقت سلمت الهيئة ناموسيات مشبعة بالمبيدات إلى محافظة أبيناليمنية، في إطار دعمها لمشروع مكافحة الملاريا في المحافظة، لتخفيف العبء عن المواطنين، ومساعدة الأهالي في التخلص من هذا المرض، فقد قام فريق الهيئة في المحافظة بتسليم 50 ألف ناموسية إلى مدير مكتب الصحة في أبين، والخميس دشنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي المرحلة الثانية من قوافل الإغاثة الموجهة إلى سكان شبوةاليمنية وقراها، التي يعاني أكثر من 80 ألف نسمة من سكان مديرية ميفعة التابعة لها، تردّي الأوضاع الإنسانية جراء الحرب التي أشعلها الانقلابيون. وتهدف هذه المرحلة إلى إغاثة 10 آلاف أسرة، وتوفير الاحتياجات الأساسية من الغذاء لسكان وسط المديرية ومنطقتي جول الريدة والحافة الحجور. وتترجم تدخلات الهلال الاحمر المستمرة، والتي لا يمكن حصرها، بوضوح جدارة الامارات بالمرتبة الأولى عالميا كأكبر مانح للمساعدات الإنسانية خلال الأزمة اليمنية. وكانت بيانات المنظمات الدولية المعنية التابعة لمنظمة الأممالمتحدة، صنفت الامارات في صدارة الدول التي تجاوبت مع الأزمة الإنسانية في اليمن.