المتعارف عليه أن لكل كتابة صحفية مستمسكات قوتها.. حيث إن الشمولية بحاجة إلى عمق معرفي وعلمي واستقرائي مدروس.. ومقاربة القضايا الكبيرة وتحليلها تعتمد القدرة على إثارة آليات التفكير العقلاني، من دون لعب على علاقة الذات والأمزجة والنزوات بالقضية المطروحة.. فالكتابة بهذا المستوى لا تتصدى لها إلاّ عقليات ناضجة واسعة الإلمام، تأخذ على عاتقها مهمة إعادة تركيب القضية بنيوياً في الذهن، ومهارات كبيرة في التحليل وثقافة عميقة وأفق سياسي عماده التمرس والتجارب المتراكمة. ولكن أين بعض المتطفلين من هذا كله..؟! وهل ثمة ما يُضحك ويُبكي معاً أكثر من أن ترى نزوات (طفولية) وطقطقات مراهقة، فيها الكثير من البلاهة والبلادة.. (ثلة) كتبة متطفلون، ما إن بدأوا بتفكيك أبجديات الصحافة حتى شطوا ونطوا يتطاولون بالتشويش والإساءة لكل المكاسب والإنجازات التي تحققت خلال عام من عمر قيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي للوطن، معتقدين أنه بمجرد اطلاعهم على القشور وعناوين الأحداث والقضايا وتحريفها بصورة فجَّة، قد أمسكوا بالجوهر ومجاديف الإقناع للرأي العام والتأثير على الوعي الجمعي..! لكنهم يظهرون أنفسهم بصورة غير لائقة تثير الشفقة والازدراء..! وهنا تحدث الكارثة.. بتشويه الحقائق وتشويش الواقع بأقلام المراهقين.. والتضليل على الوعي المجتمعي بقضاياه اليومية، الحاضرة والمستقبلية وأكثر منها المصيرية ذات الصلة بالوطن وثوابته ومصالحه العليا..! ومن ذلك الاستحقاق الوطني الكبير المتمثل بمؤتمر الحوار الوطني، الذي يعمل هؤلاء على عرقلته للإبقاء على الوطن في مخالب أزماته..! الأمر هنا يثير تداعياته ودواعي العجب والألم معاً..! هؤلاء للأسف يتناولون الأحداث والحقائق ويقدمونها عجينة رديئة للقارئ وبطريقة المفلسين والفقراء ثقافياً ومعرفياً بالواقع السياسي الراهن بكل تعقيداته وأزماته وتحدياته.. يعمد هؤلاء على كلفتة أكثر من عام من الإنجازات من عمر النظام السياسي الجديد وسلقها في مقالة أو خبر مشوه على صدر صحيفة صفراء..! نقول لهؤلاء: رفقاً بالوطن من تشويه وتحريف الأحداث بمسمياتها وتصنيفاتها.. كفوا عن الركض كما يفعل الصغار بالجري والرمي بالطوب..!