أظهرت إحصاءات أن أعمال العنف التي شهدها العراق في شهر مارس هي الأكثر دموية منذ أعمال العنف التي سبقت انتخابات أغسطس 2010. ووفقا لحصيلة أعلنتها وزارات الصحة والداخلية والدفاع، فقد قتل 163 شخصا في الهجمات خلال شهر مارس، وهم 95 مدنيا و 45 شرطيا و 23 جنديا. كما أصيب 256 عراقيا، هم 135 مدنيا و77 شرطيا و44 عسكريا، وفقا لذات الحصيلة التي أظهرتها إحصائات عراقية رسمية مدعومة بأخرى وكالة فرانس برس. وكانت المصادر ذاتها أعلنت عن مقتل 136 عراقيا وإصابة 228 آخرين بجروح خلال فبراير الماضي. كما تؤكد حصيلة تستند لمصادر أمنية وطبية، مقتل 271 شخصا وإصابة 906 بجروح خلال الهجمات التي وقعت الشهر الماضي، وتمثل ارتفاعا عن حصيلة ضحايا الشهر السابق حيث قتل 220 وأصيب اكثر من 570 آخرين بجروح. وغالبا ما يعلن تنظيم القاعدة في العراق مسؤوليته عن الهجمات التي تستهدف في معظمها عناصر الأمن والمقرات الحكومية إضافة إلى تجمعات في مناطق شيعية في وسط وجنوب البلاد. ومن جهة أخرى، قتل 9 أشخاص على الأقل وأصيب حوالي 17 آخرين بجروح في هجوم انتحاري بصهريج مفخخ استهدف، الاثنين، مقر مديرية شرطة مدينة تكريت شمالي بغداد. وقالت مصادر أمنية وطبية إن "انتحاريا يقود صهريجا مفخخا فجر نفسه ضد مقر مديرية شرطة مدينة تكريت (160 كيلومترا شمالي بغداد) ما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وإصابة 14 آخرين بجروح"، مشيرة إلى أن غالبية الضحايا من الشرطة. وبالتزامن مع أزمة سياسية في العراق يتصاعد العنف، حيث أصيبت أنشطة حكومة تقاسم السلطة بين الشيعة والسنة والأكراد بالشلل منذ انسحاب القوات الأميركية قبل أكثر من عام. كما يواجه رئيس الوزراء نوري المالكي احتجاجات منذ شهور في معقل السنة وهي منطقة متاخمة لسوريا، ويشعر الكثير من السنة بتهميش حكومة المالكي التي يهيمن عليها الشيعة لهم. ويقول خبراء أمن إن متشددين مرتبطين بتنظيم القاعدة يعيدون تنظيم صفوفهم في محافظة الأنبار بالغرب ويعبرون الحدود إلى سوريا للقتال في صفوف مقاتلي المعارضة في مواجهة القوات الموالية للرئيس بشار الأسد.