اهتمت مجلة ذا أتلانتك الأمريكية، بالجدل الذى أحدثته قضية باسم يوسف فى مصر خلال الأسبوع الماضى، والانتقادات اللاذعة التى وجهها الإعلامى الأمريكى جون ستيورات للرئيس مرسى بسبب التحقيق مع باسم يوسف، وقالت إن أحد أعضاء حزب الحرية والعدالة علق على موقف أمريكا من القضية بالقول: "إنه نفس الغرب الذى أيد حرق القرآن، ونحن فى حاجة على وضع خطوط حمراء". وتحدثت المجلة عن حالة الاستقطاب السياسى الذى تشهده مصر منذ العام الماضى، واستمرار العنف فى الشارع على مدار أشهر، ونقلت عن ناثان براون، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج تاون، قوله إنه يشعر بالقلق لأن النظام السياسى الحالى ولا يستطيع التوصل إلى التوافق. وتتابع المجلة قائلة إنه على الرغم من أنه من المغرى تجنب قطار السياسة المحطم فى مصر ما بعد الثورة، لكن لا يوجد دولة عربية أكثر أهمية منها بالنسبة للولايات المتحدة، فمصر هى العاصمة الثقافية للشرق الأوسط، وموقع للصراع على السلطة بين المحافظين والليبراليين، وهو ما سيؤثر على السياسات فى المنطقة، وأيضا على الثقافة والإيمان على مدار عقود. ووصفت الصحيفة رد فعل الولاياتالمتحدة، سواء من خلال سفارتها فى القاهرة أو تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فى واشنطن، بالمرتبك، وقالت إن الكثير من المصريين قالوا إنهم لا يعرفون ما الذى تريده واشنطن، بسبب تلك الإشارات المختلطة القادمة منها. وتطرقت الصحيفة إلى تأثير ما يجرى فى مصر، والأوضاع الاقتصادية بها على شعبية الإخوان، وقالت إنه لم يتضح حتى الآن ما إذا كان الإخوان يخسرون التأييد الكبير الذى سمح لهم باكتساح أول انتخابات برلمانية بعد الثورة، فاستطلاعات الرأى العام تظهر أن مرسى يخسر الشعبية فى المناطق الحضرية وبين الشباب، إلا أنه لا يزال يحظى بالتأييد فى المناطق الفقيرة والقروية. ويقول ناثان براون، إن الإخوان جماعة ضعيفة سياسيا، والتحول فى مصر سيُخدم بشكل أفضل لو أنهت المعارضة مقاطعتها الحالية للانتخابات البرلمانية المقبلة، وخاضتها بقوة، ويرى براون أن المعارضة أمامها فرصة، فهم لن يفوزوا فى الانتخابات القادمة لكن يمكن أن يفوزوا فيما سيأتى بعدها. وتنصح المجلة المعارضة فى مصر بتطبيق نصيحة براون، وبالبدء فى عملية بناء المنظمات السياسية، وهى عملية طويلة وبطيئة، وطالبت "ذا اتلانتك" واشنطن بجعل المساعدات الموعودة المقدرة بمليار دولار مرتبطة بالقواعد الديمقراطية. وختمت الصحيفة تقريرها قائلة إن مصر غارقة فى مؤامرة، وعدم ثقة ويأس، ومرسى يخطئ مرارا وتكرارا، وكذلك معارضوه، وأفضل أمل لمصر هو أن يحل الطرفان خلافتهما فى صناديق الاقتراع، وليس فى المحاكم أو الشوارع.