أجرى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الاثنين مباحثات في القاهرة حول سبل مكافحة الارهاب ووقف تمويل الجماعات الإرهابية وتوفير الغطاء السياسي والإعلامي لها. ووصل الشيخ محمد الاثنين إلى القاهرة في زيارة تأتي لتعزيز العلاقات الثنائية وبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك في ظل التطورات الأخيرة التي تشهدها المنطقة ومنها ما يتصل بالمقاطعة الخليجية والعربية لقطر لتورطها في دعم الإرهاب والانحياز لإيران واصرارها على مواصلة سياساتها التي باتت تشكل تهديدا للأمن الخليجي والعربي. وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر ودول أخرى العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر قبل أسبوعين لارتباطها الوثيق بجماعات متطرفة وتورطها في تمويل تنظيمات ارهابية وتدخلها في شؤون دول المنطقة والتودد إلى إيران على حساب المصالح العليا لدول الخليج ودول المنطقة. وجاء في بيان صادر عن الرئاسة المصرية "أكد الجانبان أهمية تضافر جهود كافة الدول العربية الشقيقة وكذلك المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب على جميع المستويات وخاصة وقف تمويل الجماعات الإرهابية وتوفير الغطاء السياسي والإعلامي لها". وأكد الرئيس المصري وولي عهد أبوظبي على أهمية التوصل إلى حلول سياسية لأزمات المنطقة. واتفق الجانبان، وفق بيان للرئاسة المصرية، على "ضرورة مواصلة التنسيق في هذه المرحلة الدقيقة وأهمية تعاون الدول العربية لمواجهة الإرهاب". وشدد الشيخ محمد بن زايد على "دعم بلاده الكامل لمصر على كافة المستويات"، فيما أعرب السيسي عن "حرص مصر على تعزيز العلاقات الثنائية مع الإمارات". وأكد حرص دولة الإمارات على تعزيز وتوطيد العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين بما يحقق المصالح المشتركة ويعزز الأمن والاستقرار لدول المنطقة وشعوبها. وأشار إلى أن تصاعد خطر التطرف والإرهاب في المنطقة والعالم في الآونة الأخيرة بات يتطلب من الدول العربية أن تقف صفا واحدا في مواجهة هذه الظاهرة التي تسعى إلى تدمير مقدرات شعوب المنطقة وحقها في الأمن والاستقرار والتنمية. وجدد ولي عهد أبوظبي تأكيده على حرص الإمارات على تعزيز التعاون مع مصر وباقي الأشقاء العرب من أجل عودة الاستقرار في المنطقة والتصدي للأجندات المشبوهة التي لا تريد المنطقة الخير وتسعى إلى إثارة عوامل الفوضى والاضطراب بين ربوعها وتستهدف أمن واستقرار وسلامة الشعوب العربية. وفي ختام اللقاء أكد الجانبان على قوة ومتانة العلاقات التي تجمع الإمارات ومصر بفضل الحرص المشترك على مواصلة نهج التعاون الأخوي وتحقيق المصالح المتبادلة. كما أكدا مواصلة التنسيق والتشاور المستمر بين البلدين حول قضايا وأزمات المنطقة المختلفة وخاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تشهدها المنطقة وتتعاظم فيها التحديات التي تهدد أمنها واستقرارها. وشددا على أهمية مضاعفة الجهود الإقليمية والدولية في مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله واجتثاثه من جذوره وتجفيف منابعه ومصادر تمويله وملاحقة عناصره. وعقد الاجتماع بقصر الاتحادية (شرقي القاهرة) وجاء بعد ساعات من قول وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إن الدوحة لم تتلق أي مطالب من جيرانها في الخليج وإن شؤون قطر الداخلية غير قابلة للتفاوض بما في ذلك مستقبل قناة الجزيرة ومقرها الدوحة. ولم يشر البيان صراحة إلى قطر أو الجزيرة، لكن القناة القطرية في قلب مسببات الأزمة بين الدوحة ودول خليجية وعربية.